الثلاثاء، ١٦ أكتوبر ٢٠٠٧

اشباح علي الطريق


انه اليوم الرابع علي التوالي ، لا تسيئون فهمي ، فانا احب التكرار و اعشق الروتين و لا يزعجني ان يكون اليوم اشبه بالبارحة ، طالما كان البارحة جيدا ، فقد علمتني الحياة ان مفاجئاتها مفجعة في الاغلب و قلما تكون سعيدة ، فلو انني حققت ما ارجو من الحياة فاني ارحب ان اعيش كل يوم فيها بعد ذلك علي نفس وتيرة اليوم الاسبق ، فهذا خير من ان تفاجئني في يوم ما بما اكره ، و لكنه كما قلت كان اليوم الرابع ، و انا ان كنت احب الروتين كما قلت و لكني كذلك اكره الغموض فما بالكم اذا استمر هذا الغموض يوم بعد يوم و حتي اليوم الرابع ؟ انه طريقي المعتاد الي الجامعة ، اركب الطريق الدائري و الذي صار يلعب من كثرة زحام شوارعنا دور الخط المستقيم الذي كان في الماضي البعيد اقصر طريق بين نقتطين ، احاول ان اسابق الريح ، مستمتعا بعدم وجود عوائق امامي ، و انا لم افهم يوما السبب الذي يجعل انسان يلزم سرعة معينة في القيادة طالما ليس امامه عوائق ، لماذا لا يصل الي اقصي سرعة ممكنة خصوصا اذا كان الطريق غير مراقب بالرادار ، كنت قليلا ما اري سيارة او اثنان في طريقي و لكن تفادي هؤلاء كان امر سهلا ،كنت قد عدت لتوي من اجازة قصيرة لأجد امر غير مفهوم ، فعلي مدار اربعة ايام اجد السيارات من امامي تبطئ مرة واحدة جميعها في نفس التوقيت و تستمر كذلك لعدة امتار ثم تعود لسرعتها السابقة ، نفس الموقف يتكرر كل يوم و قد لاحظت انه يحدث ايضا في نفس المكان ، كنت اترك داري كل يوم في الخامسة و النصف صباحا و علي مدار الايام صرت اعرف كل السيارات التي تمشي علي هذا الطريق كل يوم في نفس الميعاد ، اصبحت بيننا نوع عجيب من انواع الصداقة ، افضل الانواع علي الاطلاق ، ذلك النوع الذي لا تعرف فيه اي شئ عن صديقك و لا حتي اسمه ولست مضطرا لأي مجاملات او تبادل تليفونات و غيرها من الممارسات الاجتماعية الخانقة التي كنت دوما امقتها ، و لكنها تضمن لك العون علي الطريق حينما تحتاجه ،

انه اليوم السادس و الفضول يقتلني ، لابد ان اعرف السبب ، ضغطت زر الانتظار و وقفت علي جانب الطريق ، وقفت احدي السيارات الصديقة الي جواري متسائلة عن السبب ، سألتها عن سر الابطاء اليومي في نفس المكان و عرفت السبب ، منذ ما يقرب من اسبوع ، حدث حادث مروع في نفس المكان ، راح ضحيته طفلة صغيرة كانت تعبر الطريق ، و منذ ذلك اليوم و شبح الفتاة يطارد اي سيارة تسرع الخطي في نفس المكان ، لقد حدث الامر اثناء اجازتي اذن ، شكرت السيارة الصديقة و عدت مرة اخري للطريق ، سخرت في سري من هذه المعتقدات البالية و قررت ان اجرب في اول مرة تسنح لي الفرصة و لا يكون هناك سيارات من امامي ، و جائت لي الفرصة باسرع مما اتوقع ، فقد فاجئتني الجامعة بمفاجأة سعيدة من مفاجئاتها و علمت انني ضمن المجموعة المحظوظة التي ستبدأ نوباتشياتهم الليلة و عدت من نفس الطريق الي داري قرب الفجر و كان الطريق امامي خاويا ، و قررت ان افعلها و فعلتها ، و ما لبث ان ظهر من امامي رجل في منتصف الطريق اطلقت صرخة فقد علمت ان محال علي ان اتفاداه و لكن مرت الثواني و لم يحدث شئ ، فتحت عيني_ فقد كنت اغلقتها _ لأري الطريق الخاوي من امامي و علمت ان هذا لم يكن سوي مداعبة شبح الفتاة الي ، لا لم يفزعني الامر ، فالسيارة كأي مكان مغلق يعطينا هذا الاحساس الزائف بالامان ، كما ان الامر يحتاج لأكثر من شبح علي الطريق لإخافتي ، انا طالب الطب الذي كنت استعمل الجثث كما يستعمل غيري المسطرة ، إن الرعب ادواتي و الموت منهجي ، و هنا قررت قرار مخيف ، من منا ما كان ليرتكب الحماقات لو عرف انه ليس هناك عواقب؟ لن تلومني اذا تذكرت حالك و انت جالس امام شاشة الكمبيوتر او البلاي ستيشن ، هل تذكر العاب الضرب و الركل ؟ لو كنت تلعب بسيارة ووجدت رجل علي شاشة الكمبيوتر اما كنت تدهسه ، من منا يقاوم رؤية نملة او ذبابة دون ان يقتلها ؟ كلنا نتواري خلف رداء المدنية و التحضر و لكن يبقي العنف البدائي بداخلنا يبحث عن متنفس في هذه الاشياء الصغيرة ، و انا وجدت فرصة عمري ، حلم كل سائق الذي يداريه في لا وعيه ، ان يسرع في مواجه حاجز و يخترقه دون ان يحدث ضررا بنفسة او بالآخرين ، و عجبتني اللعبة و صرت استيقظ مبكرا خصيصا من اجلها ، بمجرد ان اصل للمكان المنشود اندفع بسيارتي لادهس كل الاشباح التي تظهر في طريقي و حتي اذا ظهر الشبح بعيد عن مجال سيارتي كنت اتبعه حتي ادهسه ، كان الامر منعشا بحق يذكرني بدش مياه بارده في ليلة صيف لزجة و ها انا اليوم علي نفس الطريق و قد قررت ان اصل الي سرعة اعلي و ها هي الضحية الوهمية تظهر ، ان هذه الطفلة الشبح صاحبة خيال واسع حقا ، فها هو الشبح الجديد ، شبح امرأة حامل و معها طفل صغير ، حسنا لنبدأ اللعب ، ولكن ما هذ ا الصوت ؟ انه صوت صرخات ، يا ألهي انها ليست شبح ، انها امرأة حقيقية
الفرامل !!!!!!!!!!!!!!!!!!
اين الفرامل
لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه