السبت، ٢٤ مارس ٢٠٠٧

ندا شمعة


ندا شمعة


لسه شايف شبهي فيكي
بينا ديكي،نفسي أطل عليكي يامًه

لسه حاسس بالدقايق
وبعينيكي ، يوم وداعها،حركت في عينيه دمعة

فين نهارك يام شمس الألف عام
ليه يا أمي في بعدي كل الدنيا ضلمة

مش حا تطلع شمس تاني،مش شايفه ا
دا الغريب في لغربة دايما يبقى اعمى

مش كفاية إن الضياء يملا الوجود
شمس غيرك،نارها باردة وهي والعة

دا الفؤاد يامه حايهرب من مكانه
نفسه يرجع،يجري، يستعجل (بسرعة)

نفسه يرجع شمعدانه،يدوب في حضنه
أيه يكون في الكون لوحده إلا شمعة

مش حايبكي،يبكي ليه ولمين دموعه؟
لو حبيبة القلب، حتى سكوته سامعة

في ذكري جدتي

آهة ومش منَي طلعت علي وداني
نزلت على قلبي ندهت علي حناني
سالت مني الدموع تبكي على الموجوع
لكن وجعه عنيد لا تزيله أحزاني
وحش وساكن ملاك حارس لأيامي
سارح ينهش ضلوع في الضلمة حضناني
يا عيون بكيتي خلاص يا سلام على الإخلاص
جمدت فيك الدموع وأنا واقفة في مكاني
جمدت، خايفة ليهرب أملها لو صادفها
كتمت فيا آلامها ولا في غيري حاسسها
لو أطول أشيل الآهة وآلاف وجايه وراها
لأنزع سلسال آلمها بإيدية و سناني
لكن ولا ميت طبيب يشفي اللي بكاني
وكفاية صوت أنينها في حاجة وجعاني
وجريت على المراجع اللي أخدت سنين
من عمري و من شبابي لجل تشيل الأنين
طلت منها الدكاترة بالعلم محملين
وقفم قدام مرضها تلامذة خايبانين
حسيت بالعجز لكن العجز قواني
ولا كنت في يوم أصدق تنطقها يا لساني
وإن كان بالموت راحتها لا تسيبها بتعاني
مع إن وهي عايشة لساها وحشاني

ما استاهلكش

ما استاهلكش

ما استاهلكش
علشان لسة في خير جوايا
ما استاهلكش
علشان ربنا نوره معايا
وأنت سوادك شال من قلبك كل النور
أزاي قلبي الأخضر يحيا وروحك بور
حتى ولو بعيوني رويتك دمع بحور
أيوه بلومك
مش علشان محبتنيش
صعب الميت تاني يعيش
بس بلومك علشان سيبت القلب يحبك
وأنت طاوعته ما صديتنيش
وبلوم نفسي،ما بعدتنيش
سيبته يروح من غير ما أتحقق
سيبتك تخدع، سيبته يصدق
وأما جرحته،تاه في الضلمة و ما رجعليش
أيوه بلومك، علشان عارف
رغم لساني عمره ما قال
شفت في عيني ألف سؤال
شفت حنين و حنان وآمال
كان مستني إشارة تمني
إديت ألف و قلت خيال
قلت لقلبي أوعى تصدق
ليه ما يكنش خداع، أوهام؟
كان متراهن على خير قلبك
مش حيقرب غير لو هام
بس طلعت لسان يتكلم أي كلام
ضاع القلب و سابني وحيدة
من غير قلبي بس سعيدة
كان دلوقت زمانه بيبكي
حتى جفافك كان يرويه
عمر كياني ما تاني يحبك
علشان إللي هواك مش فيه
بس نصيحة، علشان يمكن تلقى حبيبة
ذنوبها تكفي إنها تستاهلك
جرم تكفًر عنه، بحبك
حاول إنك، ولا تتجبر ولا تتكبر
حاول تخفي عليها شرورك
لو ما حاو لتش تبقى الوحدة
مش راح يبكي عليك في مماتك حتى غرورك
أما أنا، ف ياريت كلامي يجرًحك
واهو يبقى ذنب أتمنى بيه
بس أنت لا، حيفرًحك
أصلك عارفني طيبة
علشان كده
ما استاهلكش

حتي ترسو بك طيارة القدر علي منطقة هبوطك المناسبة برجاء ربط الاحزمة و الامتناع عن التدخين و شكرا

الحكاية كانت أكبر من كدة بكتير ، أنت بده كنت بتختار معارفك و اصحابك ويمكن كمان شريك حياتك، فكر في كل الناس اللي تعرفهم دلوقت اللي كان ممكن ما تشوفهمش ولا تقابلهم لو ما كنتش دخلت المكان الفلاني، و سواء كنت من الناس اللي كانت عارفة هي عايزة ايه بالظبط ، أو من الناس اللي قررت (ود قرار برضه ) تسيب الموضوع لغيرها، ففي كل الأحوال وقع تصرفاتك علي مجري حياتك في الفترة دي كان كبير جدا، مش ملاحظ أن الموضوع دلوقت اختلف؟ مش ملاحظ أن كتير جدا القدر بيتدخل لإحداث تغييرات مصيرية في حياتك دون أن تكون مبررة بخطة وضعتها أو تصرف قمت بيه سواء كان صح أو غلط؟ زميلة قابلتني النهاردة الصبح قالتلي كلمة لفتت نظري اوي ، قالت: ما انت عارفة ما فيش حاجة بقت فارقة اوي، مش زي زمان. مش ملاحظ ان الفترة دي في حياتنا احنا فيها مسييرين اكتر ما إحنا مخيرين ؟ما باقتش تفرق أوي مدى إدراكنا لظروفنا و المجهود اللي بنبذله في موضوع معين لأن في الأغلب بتلاقي الدنيا مودياك سكة تانية خاااالص و قفلتلك الحكاية اللي أنت كنت فاكرها متظبتة علي الآخر، سألت نفسك ليه و اشمعنا الفترة دي ،اشمعنا دلوقت كل ما نحط خطة يطلع لنا حاجة تبوظ كل حاجة و نرجع من تاني نحطها حتة حتة، حاجة كدة زي مونولوج (انا أركب دقن، و أروح لأبوكي ) بتاع محمد نجم ، نفضل نكلم نفسنا و نكلم بعض، طب ايه اللي حصل ؟ايه اللي وقع الدقن؟ دا انا كنت مثبته كويس!و الله كنت مثبته كويس.وعشان تتجن اكتر تلاقي ما حدش عارف ليه و في نفس الوقت أغلب الفرص و الأحداث بتحصل كدة فجأة من غير تفكير عميق ، إما بعد قرار سريع طلع في دماغك مرة واحدة و إما الصدفة و ضعتة في طريقك بدون مناسبة، طب دا إحنا لما كنا عيال و مراهقين كان الموضوع في ايدينا أكتر من كدة ، تيجي الحياة دلوقت و تقعدنا علي جنب و تفرجنا علي اللي بتعمله فينا ؟ يا تري احنا خرفنا و بقينا نستاهل يتحجر علينا؟ بس معقولة يعني الجيل كله خرف ؟ معقولة الجيل كله مش عارف يمشي حياته صح و كان حيلبس في الاتوبيس اللي قدامه لولا انها اخدت منه الدركسيون؟ طب دا إحنا حتي جيل الزمن الجميل، جيل (غنوة و حدوتة ) و (مازينجر) ده لو علي كدة بقي الجيل اللي طالع دة الحياة حتعامله إزاي؟ دول من طريقتهم كدة شكلهم عشان يختاروا جامعة حيعملوا toss ( حقنا طبعا نتريق عليهم ، إشمعنا اهالينا هارونا ؟ ما احنا اكيد احسن منهم زي ما اهالينا احسن منا و عبد الحليم احسن من الرباعي مش ده اللي ربونا عليه؟) علي العموم يا جماعة انا وصلت للحل و باعلنه لكم علي الملأ: عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة ، السيد اللي فارش الجرنال و بيأكل عليه بعد صباح الخير و بالهنا و الشفا: احنا دلوقت علي الauto pilot الدنيا بتلف بينا تحت سيطرة القدر شوية لحد ما تحطنا علي الطريق المرسوم لنا ، هي سابت لنا تحديد الاتجاهات الرئيسية في الأول بعد كدة دخلت عشان تحدد فين و ليه وإزاي أو حتي تلف بينا و ترجع لطريق مختلف تماما لو حست إن الطريق الاساسي اللي كنا مختارينه كان فاشل من الأول و مش مناسب لينا،, و يمكن للدور اللي مكتوب لنا نأديه أو اللي حنعرف نأديه ، عشان بعد ما تحطنا علي الطريق و تكون ملأت لنا بطاقة الحياة بتاعتنا بالبيانات اللي في سجل القدر للمواليد القدامى فرع القاهرة الكبري ، ترجع من تاني و تسلم لنا طيارة حياتنا و لحد ما ده يحصل برجاء ربط الأحزمة و الامتناع عن التدخين و شكرا

طريقة عمل لحظة مسروقة من الزمن المقادير نظارة شمس و بنطلون جينز و جاكيت له زنط و بحر طريقة التحضير انظر الموضوع

طريقة عمل لحظة مسروقة من الزمن المقادير: نظارة شمس- بنطلون جينز و جاكيت له cap طريقة التحضير: انظر المقالة


مخنوق مش كدة؟ انا كمان مخنوقة، بس ما تيجي نبعد عن الجو ده شوية؟ غمض عينك ووقف مخك عن التفكير، لو تقدر تعملها بنفسك اعملها ، و لو محتاجة وسيلة مساعدة من أول القرفة لحد المهدئ( بلاش ابعد من كدة) خدها، اقعد في حتة شمس بعيدة عن كل الناس، اللي تعرفهم عشان متشغلكش مشاكلهم، و اللي ما تعرفهمش عشان فضولك ما يحركش تفكيرك، غمض عنيك عشان تنسي حتي المكان اللي انت فيه، بتفاصيله و حكاياته، ساعتها، مش حتفرق لو كنت في يخت قدام جزيرة من جزر الكاريبي و لا علي سطوح بيتكم، نفس عوامل الاسترخاء موجودة، الشمس و الهوا. الشمس بدفئها و حنانها ، وخداك في حضنها ، حضن اكيد اكبر من اي حضن ضاع منك أو حرمك من حنانه و حبه ، حضن مساع الدنيا كلها، ساع قبلك كتير و لسه حيساع من بعدك، عطاء عمره ما توقف أو انتظر رد جميل أو صادف غير الجحود من البشر. ساعتها يمكن تطمنك و تنسيك، و تحس إنك طفل في مهد، الدنيا مسئولة عنه و هو مش مسئول عن حد، يمكن كمان تفكرك ، بالوحدة و الألم اللي انت فيه و اللي حيزيدوا بالليل لما تودعك، و حنانها يدفعك للبكا ، ساعتها حتيجي نسمة هوا حنينة و تطبطب عليك، و مش بعيد تشتد و إن حصل، قوم لها و أقف و افتح دراعاتك علي مصراعيك ، خليك مغمض، اوعي تفتح عنيك، ل تشوف الدنيا من حواليك، حتحس انك طاير بعيد عن كل لناس اللي مضايقينك و القيود اللي معجزة ايديك، لحظات سرقتها من الزمن ، ضحكت عليه زي ما ياما ضحك هو عليك.
نظارة شمس، بنطلون جينز و جاكيت له كاب،و بحر، تخفي ملامحك عن كل الناس، محدش عارف انت ولد ولا بنت ، نظارتك و كأنها محطوطة علي عيون كل اللي يعرفك، محدش ملاجظك، امتزجت مع الصورة و اصبحت مجرد جزء من خلفية لوحة الدنيا الكبيرة، روح للبحر لوحدك، ابعد عن كل الناس، اوعي تعمل زي كل اللي جم هنا قبلك، أوعي تشكيله همك، اسمع منه مين جه قبلك، حاول تخمن مين جاي بعدك، اضحك علي موجه و هو بيتسابق مستعجل اوي علي النهاية، اسمع صوت ارتطامه بصخرة تعلن موته ، اشرب حكمته في قطرات ميته اللي جت علي وشك ، يمكن تطمنك ، و تحس بإنك طفل في مهد، الدنيا مسئولة عنه و هو مش مسئول عن حد، يمكن كمان يفكرك بنهايتك فتبكيك، ساعتها حتيجي نسمة هوا حنينة و تطبطب عليك ، و مش بعيد تشتد و إن حصل، قوم لها و أقف و افتح دراعاتك علي مصراعيك، خليك مغمض اوعي تفتح عنيك لتشوف الدنيا من حواليك، مش يمكن بتكون احلي واحنا مغمضين و ترجع تاني لحالها بسرعة لما نفتح؟ مين يضمن لنا إن مش هو ده اللي بيحصل؟ تخيل انها دلوقت اتغيرت، المنظر اللي كان مش عاجبك اختفي ، و انت واقف هناك اهه، شايف نفسك ؟ معاك الحب اللي طول عمرك بتتمناه ، بتودعه وداع مؤقت عشان رايح الوظيفة اللي كانت عندك حلم حياة ، حبيت تطير اعلي و اعلي ، قربت من نسمة البحر اكتر ، حسيت ببرودة ، في الأول افتكرتها برودة الارتفاع ، بعدها حسيت بالبلل، خانتك عزيمتك و فتحت عنيك ، لقيت نفسك في وسط البحر و المية من حواليك ، قربت تغرق

وهكذا لعب القدر لعبته و هكذا قابلت ام ترتر و عرفت منها حكايتها مع انص و ام لاللو

وجدتها محلقة في السماء،مساحات سيارتي، رافعة دراعتها بتدعي علي البواب اللي بيحلف بيها كدليل ان الزجاج المشلفط ده ممسوح، عرفت انه يوم مش باين من اوله و اكدهالي الطريق المقفول و ال round اللي ضاع و اللي فات عليا ضرب غيابه و عشان تكمل ، نظرات الاسي في عيون كل منادي معلنا إن مافيش ركنة يا دكتورة ، قبل ان ابدا ادور علي دبان وشي عشان اتخانق معاه، جائني صوتها المجلجل : يا أنص ، متتأخرش، انا واقفة في الكشك لوحدي ،ثم رد من الأخ أنص لمحت فيه الافتتان: ما تخافيش يا أم ترتر، التفت كالملدوغة لا أصدق أن القدر قد وضعها في طريقي، و أن دخولي هذا الشارع الجانبي طلبا للركنة قد فتح امامي ابواب التاريخ علي مصرعيه ، انها هي ، هي : أم ترتر. حاولت الوصول لحنان الجوهري لأعلمها فمن حقها أن تشهد هذا الاكتشاف التاريخي خاصة و هي صاحبة الشرارة الاولي في هذا الكشف العظيم الذي لا يقل عن اكتشاف مقبرة نفرتاري، ركنت العربية صف تاني ، ثم توجهت للكشك ، ابتعت حاجة كدة ملهاش ملامح و تعمدت ألا اعطيها فكة حتي يطول الحديث بيننا حتي يذهب ترتر لبياع الجرائد (عشان يفك منه) سيدة بدينة هي، تري في ملامحها الطيبة و الجدعنة ، ست من اللي بميت راجل دول اللي تلاقي عندها تلاتين سنة و الهم مخليهم ستين، فتحتلي قلبها بسهولة شديدة ، مجرد صباح الفل يأم ترترو انطلقت في سلسلة من المديح و الدعاوي : ربنا يستر عرضك يا بنتي و ينجحك و تبقي داكتورة قد الدنيا ، علي مدار الاسبوع اللي فات تعودت أن اذهب اليها كل يوم اتبادل معها بعض الكلمات ، ابتاع البتاع ده اللي مش فاكرة هو ايه و اللي كل يوم ارميه في الشنطة و ماكلوش، اديها فلوس صحيحة ، ابنها يروح يفك ، فيتيح لي مزيد من اللحظات معها ، عرفت منها حكايتها بالكامل: انا كنت بنت ناس كويسسين، اخواتسي كسيبة و عندهم محيلات، بس انا بقة حبيت أنص، مستغربة ليه ، انتو فاكرين انته بس اللي بتحبوا ، تب دا انا و أنص ده كيسة حب كان لها العجب ، انا و انا صغيرة كات امي تاخذني و تروح عند أم لاللو و كنت باشوف أنص عندها، ما هو اصله ابن جوزها بس هي اللي مربياه، من يوم ما فتحت عيني علي الدنيا وانا مش شايفة غيره و الناس دايما تقول أنص لسوريا و سوريا لأنص (ما اصل اسمي الحقيقي سوريا)، غيرش بس الشيتان اللي دخل بين ام لاللو و أمي و خليتها وريتها اللالي ، بس بيل رغم مين كتة انا استمسكت بموكفي و رفت كل اللي اتقدمولي ، اخواتسي كانوا ليلاتي يخانئوني حتي بعد امي ما ماتت و انا اصلا يتيمة الاب بس في الآخر قولتلهم يا هو يا بلاش ، كلو عليا ورثي الله يسامحهم بقي بس انص باع حتتين السيغة بتوع امه لما ماتت رخرة و فتحنا الكشك دة و جبت دعاء و مني و ترتر، سألتها عن سبب أسم ترتر قالت لي: اصل الواد ابني ده لما اتولد كات عينة مش باينة من وشه،أد الترترة ، هو اسمه في البطاقة فرج بس انا طلعت عليه ترتر و من ساعتها وانا أم ترتر، عارفة يا بنتي، اهم حاجة في الدنيا انك تتجوزي اللي انت عايزاه ، مش بالغني و الفقر ، آه و الله ما تستغربيش ان انا اللي بقولك الكلام ده، شوقي اللي انت بتشوفيه هنا ده جوز دعاء الكبيرة، مشغلاه معايا هنا ، انا علمتهم كلهم بنات و صبيان ، دعاء و جوزها شغالين معايا هنا و جوز مني عملتله فارشة الجرايد اللي عالناصية و اضافت بتأفف، اصله براوي شوية بس ابن حلال و شايل بنتي في عنيه و ده المهم و انا يعني حاعوز منهم ايه يا بنتي؟ ايش تاخذ الريح مالبلاط ، اهو الواحد ساعد البت و الواد لحد ما وقفم علي رجليهم و ربك بيرزق و يسترها، شوقي ده بقة ابني اللي ماجبتهوش ، و الواد ترتر بيخاف منه و يعمله الف حساب ، اصل أنص بيدلعه علي الآخر، سألتها عن سبب مرواح الناس عندها قالت لي : زمان كات الناس بتروح عند ام لاللو اللي هي في نفس زات الوقت ام أنص و اللي أنص روحها ، بس اما ماتت و بنتها لاللو سافرت مع جوزها العراق بقوا بيجولي انا و إن ما لقونيش يروحوا لأنص ، سألتها طب هم بيروحولكم ليه اصلا :: نظرت لي في إشفاق من جهلي و قالت في اسي : ما هم لازم يروحوا يا بنتي زي ما كلنا رايحيين

يوميات كيس بلاستيك علي الرصيف بجانب حذاء اديداس مضروب في رجل شاب مطحون الدنيا حاطاه في دماغها و مورياه قفاها ولابساله مش خشمونيوم

تفرق البشر من حولي بعد أن اطمأنوا علي الولد، لحظات ووجدت ارجل المارة تتقاذفني حتي وصلت الرصيف. علي الرصيف ، لمحت ذلك الحذاء الأبيض وعليه علامة و فوقها نقطة، علامة الكوتشي المضروب إياه أبو خمسين جنيه، كان الفتي في إنتظار احدهم و قد جائت نسمة هواء رفعتني قليلا حتي استطعت أن اري الجسد الذي ينتمي إليه الحذاء، بنطلون جينز وفوقه تي شيرت addidos ثم وجه غير حليق و الشعر الغجري المجلول ( عليه جل يعني) مش مسافر في اي حتة . لحظات و جاء صديقه و كان لا يقل عنه رقيا ،
الصديق:جري إيه يا هيثم ، انت كل مرة كتة تيجي بدري و تأطمني و حوارات؟ مينفعش كتة يا معلم!
هيثم: بس يا عمتسة ( تبيئ لأسم عماد) احسن الدنيا مقفولة في وشي علي الاخر اليومين دول يا جتع
عماد: ليه بس كته؟ وحياة ابو عمر يا شيخ لتروق
هيثم: ابو عمر مين؟
عماد: يا عم أي واحد اسمه عمر و غالي عليك
هيثم: و النبي يا عماد انت رايق و انا الدنيا حطاني في دماغها و مورياني قفاها و مش ناقص
عماد: طب ما تديها علي قفاها يمكن تتعدل و تبصلك إن شا الله حتي عشان تهزأك علي الأكل تلبسلك حتة توكيل بدل الكوتشي أبو حسنة اللي أنت لابسه ده.
هيثم: أديني رايح اشوف شغلانة و مين عارف مش يمكن يتأتة مالخيار أتة
عماد: يا عم سيبك أنت بس من الأتة و الخيار و طبق السلطة اللي أنت واقع فيه ده و انت تبقة عال العال
هيثم: مانا لما ضحكت للدنيا الناس (لاموني)
عماد: طب يا عم الظريف و الشغلانة دي فين؟
هيثم: في عيادة دكتور (سوكورتير)
عماد: يعني ايه؟
هيثم: يعني احجز مواعيد ، اخذ الكشف
عماد: طب و ايه علاكة ده بمعهد اللاسلكي اللي أنت متخرج منه
هيثم: أكمنك يعني متخرج من معهد تعاون و شغال في بلزينة؟ معلش مش كل واحد بيلاقي شغلانة في تخصصه ده إن لقي اصلا ، طب ده فيه محامي كان هيموت علي الشغلانة دي و انا دافع فيها خلو للتومرجي عشان يطفشه، احنا يابني أهالينا خلفونا عشان أهالي الناس التانية يقولولهم احمدوا ربنا كان زمانكم زيهم
عماد: الللللله مال لونك قلب حزايني كدة يا فسواني روق كدة و خد لك لبانة طفي فيها نارك
هيثم: لبانة ايه بس ؟ انت بتكلم شوقية معاكش سوجارة؟
عماد : انا اصلا مش لاقي اخش الحمام ، عايز اللبانة ولا لأ ؟
هيثم: هات يا عم
لحظات و احتقن وجه هيثم عند مرأى شاب صغير يخرجونه من سيارة فارهة ميت
هيثم: آه يا دنيا يا غدارة ياللي مالكيش عزيز ( اتفوووووه عليكي) و هنا انطلقت اللبانة كقذيفة أرض أرض لتلتصق بوجهي ، و حتي تزيد الطينة بلة خطي هيثم فوقي عشان يقرفني و يمرمتني وراه ، و اعرف ان مصيرنا في الدنيا المرمتة خصوصا لو كنت كيس بلاستك زيي

س:ليه الدنيا بتتعامل معانا علي اساس ان احنا فريد شوقي و هي محمود المليجي

ب ي ك أ ر س ة ي ت أ ر س و ي ق أ و س ت ي ح أ لا س



بصيت علي العنوان الملعبك ده؟ يا تري سألت نفسك هي ليه كل حاجة في حياتنا بقت طلاسم؟ ليه كل حاجة بقت صعبة كدة؟ صعب تحب و تتحب، صعب تلاقي شغلانة كويسة، صعب تحقق احلامك. هي ليه الدنيا مقفولة في وشنا أوي كدة؟ ليه بتتعامل معانا علي أساس أن هي محمود المليجي و احنا فريد شوقي؟ ليه كل ما نحس إنها هتضحكلنا تبكينا؟ يا تري مرت عليك ايام زيي خفت فيها تحلم؟ يا تري حسيت إن الأسلم إنك ما تحلمش؟ يا ترى ضحكت علي محمد منير لما قال ( لو بطلنا نحلم نموت) لما حلمت و الحلم موتك؟ بس خليني اسألك و رد عليا بصراحة، بذمتك يا شيخ هي صحيح مقفولة أوي كدة ولا احنا بنبالغ شوية؟ ( يا راجل !!!!) طب هات كدة ورقة و قلم وانا هستناك علي أول السطر اللي جاي.
ها، جبتهم؟ يا عم روح هاتهم و بطل كسل! خلاص؟ إرسم بقى يا سيدي الباب المقفول أوي ده زي ما انت شايفة تمام. خلاص؟ قل لي بقة ، يا ترى مقفول بالمفتاح ولا نسيت تعمل الحركة دي؟ لو مش مقفول ما تفتح الأكرة يا اخي اما انت صحيح كسول جدا، لو كنت بقى غامق شوية و قفلت بالمفتاح ما تحاول تفتحة ببنسة؟!!( انا مستعدة اعلمك) اما بقى لو كنت كحلي و حطيت علي الباب قفل، اكسره يا أخي ، هي الحياة إيه غير تحدي و شوية حاجات فوق بعض؟ ممكن جدا تكون حطيت عليه قنبلة هتنفجر في وش اللي يلمس الباب ، ساعتها بقى إسمحلي اقولك أنت راجل كداب و لو بنت ف إمعانا في غيظك اقولك برضه إنتِ راجل كداب، عارفين ليه؟ أولا: لإنها لو كانت سودة اوي كدة ما كنتش هتبقى فايق تقرا جرنال، ما بالك بضربة شمس و كمان مقال مهيَس زي ده عنوانه لواحده خانقة، ثانيا: لو هي وحشة أوي كده ما كانتش حطت في طريقك مقال زي ده يحاول يواجهك بالحقيقة بدل ما تعيش فيلم ( ظلموني الحبايب و النبي يام حسن) و بعدين تعالى هنا يا أخي، بذمتك مفيش حد ضحك في وشك النهاردة ولا قالك صباح الخير ؟ ( ياللا يا كداب) .
عارف ايه مشكلتنا؟ إن احنا اللي بنحط الطلاسم دي في حياتنا ، كنا فاهمين الحياة سهلة و ده تخلف متعمد ، رغم كل الناس اللي دايما كانوا بيقولولنا إوعي تفتكر الحياة سهلة، بس احنا بغرورنا المعتاد افتكرنا إن كل دول مش فاهمين حاجة و احنا بقى اللي ما جابيتناش ولادة و حنجيب التايهة!! ( اصل الحاجات دي بتحصل للناس التانيين مش لينا) .
كلنا عارفين إن الموت جاي جاي و بالرغم من كدة كل يوم بيفاجئنا ، تخلف ده ولا لا؟ و بعدين مين قال إن الحياة كانت حتبقي احلي لو سهلة؟إذا كان اكتر ناس بتنتحر اللي ما عندهمش مشاكل و كلمة ملل تلقاها ورا كل مصيبة كبيرة و بعدين، إللي خلى أنت نفسك اللي شدك للمقال ده إن عنوانه طلاسم؟ بس هو مش طلاسم ولا حاجة. مشكلة عنواني هي نفس مشكلتي و مشكلتك، اليأس عقده، شيل كل (ي أ س ) منه و إنت تعرف .

يوميات كيس بلاستيك في محل بيئة شيلاه بنت بيئة من منطقة بيئة مخطوبة لشاب بيئة البيئة

ها أنا أخيرا أرى النور، أشعر بالهواء يداعب (حلوة يداعب دي) وداني بعد أن انزاح زميلي بثقله، داعبني (تاني؟) خيالي يمنيني بحياة الحرية و المغامرة. و ها أنا أراها، تذكرتي إلي الحرية ،قادمة تجاهي و الهواء بيهفهف و مطيَر لها الطرحة ، مرتدية الجيبة (الشينز) التي ما أن وقعت عليها عيناها عند الراجل بتاع ( الجِيَب ) حتى التفتت لصديقتها برقتها المعتادة هامسة ( حتى لا يسمعها البائع فيتعبها في الفصال) ( الجيبة دي جامتة!!) ، نظرت لبائع الفول في إزدراء ، رافعة انفها ( فهي ترى نفسها شافعة المنشرين شلولخ) لوحت بالجنيه و قالت : واحد فول وواحد طعمية. سحبني البائع من فوق الرف ووضع الساندويتشات بداخلي و اعطاني لها، و هكذا وجدت نفسي في حقيبة( نكلاء ) تخفيني عن أعين المدام صاحبة( المحيل ) التي طالما نهتها عن الأكل في (المحيل) ، و هناك رأيته ، بقرونه الذهبية ، وقماشه الأسود و الترتر بين عينيه، نظر لي في افتتان ( لا بد أن شلولخ نكلاء قد انتقل إليً) و قال بعد تسبيل الترتر : أعرفك بنفسي، انا بوك نكلاء. عرفت منه انه صديقها الصدوق منذ أن اهداه لها عمها يوم اخذت ( الدبلون) و كيف عاصر معها اياما خوى فيها من الإربع و أيام كان فيه بالخمسين جنيه ، كيف اصطحبها عند المدام صاحبة البوتيك وقد وضعت فيه الشهادة و اللبان (عشان التوتر) و خرجت سعيدة بعد أن اصبحت بائعة بماهية و مواعيد و ( رايحة فين يا نكلاء ؟ رايحة الُشغل، جاية منين يا نكلاء؟ جاية من الشٌغل) كانت حكايات البوك مسلية حقا لو أنه توقف قليلا عن التسبيل و استعراض زرايره و ترتره ، و هنا حدث ما ادخل الرعب إلي قلبي ، شعرت بهذا الإهتزاز الرهيب الذي ارتجت له جوانب الشنطة و سمعت الصوت الجهوري يحذر:أكل العسل حلو بس النحل بيقرس، و قبل أن يعترف أن شرب الحشيش مزاجه عالي ، إذا بنور قوي يقتحم الشنطة ، و يد ( نكلاء) ذات الدبلة القشرة تمتد لتخرج ذلك الوحش من الشنطة .

عرفت من البوك أنه ( النوبايل) بتاعها وأنه شبكتها التي مازال خطيبها (عيلاء) بيدفع اقساته، جائني صوت نكلاء عبر الأثير (واضح إن الحشيش أثر عليا) " أ يا عيلاء – ضحكة خليعة مصطنعة- تب ويل موصحف كنتي لسه هتلووبك هي هي هييي " ايه النيزام؟ لا انا خارجة مع البت غيدة النهاردة ، حتكتب بوكرة و لسة ما جابتش الباندانة ، انت خلصتِ امته ؟ رحت أدمت عالشقة بتاعة الإسكان؟ بكام؟!!! ( صفارة من بتاعة الرقابة) قولتلك نسكن عند أمي و انت مارضيتش ، ياعني حنتجوز امته يا عيلاء ياعني و الست امك مش عاجبها اني باشتغل داحنا علي كدة و مش مقضيين، اسمع كلامي و ملاكش دعوة بأختي انا اعرف اوريها شغلها ، انا مش حستنى لما الدبلة تصدي في ايدي، يلا سالم اما تيجي بليل عشان الكارت .

و هكذا اغلقت نكلاء (النوبايل) و القت به في الشنطة ، غفلت عيني قليلا و صحوت علي صوت حاد و يد ماسكاني من وداني ، يد ام نكلاء تصيح بأبنتها لائمة : ايه لازمته الفول مانا محمرة بتيينجاان؟

نكلاء: ما انا كنت حاكله في الشغل بس المدام زعقت
اخرجت نكلاء الفول مني و شرد ذهنها لابد في الأقساط و امها اللي منغصة حياتها و حمانها اللي بتسأل كل يوم ناويين امتى يدخولو ؟ كوًرت قبضتها عليُ و القت بي من نافذة حجرتها ربما علي امل أن تلقي معي بهمومها ، لأجد نفسي ممددا علي الأسفلت و ما لبث أن جائت سيارة مندفعة لأدور بين عجلاتها ، مصطحباني إلي حيث لا أدري و.... للحديث بقية. اختكم كيسة نايلو