السبت، ٢٨ أبريل ٢٠٠٧

طير مش لاقي تاره


بين السحاب طاير،حزين
داير ادور عالوطن
معقولة تمحيه يا زمن؟
بس الطريق هو الطريق
نفس الجيران، نفس السما، نفس المدن
مش دي القناة؟ مش ده الهرم؟
بس اللي ماقدرش افهمه،
ليه في الهوا ريحة عفن؟
الطين علي جبين الألوف
و معلمين بيه البيبان
و الأرض بور مزروعة خوف
طرحت علي ايديهم هوان
ورا كل باب مليون سجين
صبحت ديارنا زنازين
و صرخت المظلوم ادان
ولا في نفس ولا حتي آه
والدم لطخلي الجناح
وصرخت، دبحوك يا وطن
و حلفت مانا واخد عزاه
ولا في دموع ولا في نواح
إلا لما، يندفع التمن
الحيرة خلت عقلي تاه
الدمع سال ويا الأنين
بسأل بصوت ذله ملاه،
يا مصرتارك عند مين؟
مين إللي لو سالت دماه
حيمحي عار ذل السنين؟
جاني الجواب ، الحيطة سد
ولقيت دماها فكل يد
عند الطغاة و الفلاحين
راحت هدر من غير تمن
ومشيت لهم محني الجبين
شايل علي كفوفي الكفن

الجمعة، ٢٧ أبريل ٢٠٠٧

احنا مين ؟ احنا اللي فوق و مش عارفين ولا اللي تحت و مش راضيين؟يا ناس يا مكبوتة هي دي الحدوتة حدوتة مصرية



ايده و جزع النخلة كتلة واحدة ، لا تنفصل ، لا تتجزأ ، رجله ملفوفة علي الرجل التانية ، طالع ، طالع لحد آخرها ، البلطة في يمينه و الدنيا علي الناحية التانية و طالع ، بيفكر في لحظة النزول ، وقت الرجوع ، حبيبته مستنية هناك و هو فوق، قلبها معاه وهو تحت قلبها يصرخ مالفرحة وراه ، رجع، و زاد علي فلوس تحويش مهرها اتنين جنيه ، تمن طلوع النخل، ينزل يحييها بابتسامة مداريها، خايف عليها من عيون الناس فيخفيها ، ينتقل للنخلة التانية و يبدأ من جديد، ايده و جزع النخلة كتلة واحدة، لا تنفصل لا تتجزأ ، رجله ملفوفة علي الرجل التانية ، البلطة في يمينه و الدنيا علي الناحية التانية بيفكر في لحظة النزول ، كل نخلة بيطلعها بتبعده عن الدنيا و مشاكلها و كل نخلة بينزلها تقربله الحل اكتر ، اتنين جنيه مش اكتر بس راضي و مستني، مستني يوم مالفرحة تكمل ، يتعجب من فوق علي اللي تحت و مش راضيين و اللي فوق و مش عارفين ، إن فوق الفوق بتاعهم فوق اكبر ، و ينزل و من تاني يحييها بابتسامة مداريها عن عيون الناس، قلبها يصرخ مالفرحة وراه، رجع ، بتمني نفسها بيوم ما يكملوا تمن دبلتين ، يقاطعها صوت غفير القرية : الراجل المفتري صاحب الارض بنالي الاودتين وجهزهم و عايزني آل ايه اقعد فيهم و اباشر الزرع و ازرع باقي الارض لحسابي و كل ده بكام ، ربعمائة و خمسين جنيه في الشهر بس بالزمة مش افترا؟ تنظر له متعجبة من خاتم سليمان الذي وجده فدهسه و ساوي به التراب ، منت نفسها بحلم مثل ذلك الحلم ، عش صغير و مال و محصول و لكن اعادها للواقع مشهد حبيبها المعلق ، عادت تشكر الله أن الأمر صار قريب ، هانت ، كلها عشرين نخلة كمان ، عشرين ( ايده و جزع النخلة كتلة واحدة لا تنفصل ولا تتجزأ )، عشرين (رجله ملفوفة علي الرجل التانية) عشرين مرة قاعدة مستنية هناك ، عشرين مرة ينزل، قلبها يصرخ مالفرحة وراه ، رجع ، بس المرة دي صرخت تسعتاشر مرة بس ، في المرة الاخيرة ، ايده وجزع النخلة كانوا كتلة واحدة لا تنفصل و لا تتجزأ ، رجله كانت ملفوفة علي الرجل التانية تمام ، طلع و بص علي الدنيا من فوق ، اتعجب علي اللي تحت و مش راضيين و اللي فوق و مش عارفين استعجل النزول اللي حيقربله حلمه لحد ما يمسكه بايديه ، مد اديه في الهواعايز يضمه، فقد اتزانه ، وقع . كسر مضاعف في الحوض ، شرخ في الجمجمة بسبب البلطة ، كسر في العمود الفقري احدث شلل نصفي ، واحد من الناس ، مر علينا و علي الدنيا قبله كتير و بعده لسة كمان حيمرتمام زي الغفير ، ما هو برضه ناس ، بس ناس تانية ، جانب آخر من جوانب الانسان المصري متعدد الجوانب ، برضاه و تبطره بكسله و تفانيه بجبنه و ثورته بشهامته ولا مبالاته يمكن حتي مع نفسه ، سألت نفسي في وسط كل ده احنا مين ؟ احنا اللي ممكن نبيع عمرنا عشان اتنين جنيه و لا اللي مستكترين يشتغلوا بألف ؟احنا اللي تحت و مش راضيين و لا اللي فوق و مش عارفين ، إن فوق الفوق بتاعهم فوق اكبر ، لحد ما تيجي حدوتة زي دي و تعرفنا و يمكن بس تفكرنا ، بعدها ننسي و تبقي مجرد حدوتة، حدوتة مصرية .