السبت، ٢٤ مارس ٢٠٠٧

يوميات كيس بلاستيك في محل بيئة شيلاه بنت بيئة من منطقة بيئة مخطوبة لشاب بيئة البيئة

ها أنا أخيرا أرى النور، أشعر بالهواء يداعب (حلوة يداعب دي) وداني بعد أن انزاح زميلي بثقله، داعبني (تاني؟) خيالي يمنيني بحياة الحرية و المغامرة. و ها أنا أراها، تذكرتي إلي الحرية ،قادمة تجاهي و الهواء بيهفهف و مطيَر لها الطرحة ، مرتدية الجيبة (الشينز) التي ما أن وقعت عليها عيناها عند الراجل بتاع ( الجِيَب ) حتى التفتت لصديقتها برقتها المعتادة هامسة ( حتى لا يسمعها البائع فيتعبها في الفصال) ( الجيبة دي جامتة!!) ، نظرت لبائع الفول في إزدراء ، رافعة انفها ( فهي ترى نفسها شافعة المنشرين شلولخ) لوحت بالجنيه و قالت : واحد فول وواحد طعمية. سحبني البائع من فوق الرف ووضع الساندويتشات بداخلي و اعطاني لها، و هكذا وجدت نفسي في حقيبة( نكلاء ) تخفيني عن أعين المدام صاحبة( المحيل ) التي طالما نهتها عن الأكل في (المحيل) ، و هناك رأيته ، بقرونه الذهبية ، وقماشه الأسود و الترتر بين عينيه، نظر لي في افتتان ( لا بد أن شلولخ نكلاء قد انتقل إليً) و قال بعد تسبيل الترتر : أعرفك بنفسي، انا بوك نكلاء. عرفت منه انه صديقها الصدوق منذ أن اهداه لها عمها يوم اخذت ( الدبلون) و كيف عاصر معها اياما خوى فيها من الإربع و أيام كان فيه بالخمسين جنيه ، كيف اصطحبها عند المدام صاحبة البوتيك وقد وضعت فيه الشهادة و اللبان (عشان التوتر) و خرجت سعيدة بعد أن اصبحت بائعة بماهية و مواعيد و ( رايحة فين يا نكلاء ؟ رايحة الُشغل، جاية منين يا نكلاء؟ جاية من الشٌغل) كانت حكايات البوك مسلية حقا لو أنه توقف قليلا عن التسبيل و استعراض زرايره و ترتره ، و هنا حدث ما ادخل الرعب إلي قلبي ، شعرت بهذا الإهتزاز الرهيب الذي ارتجت له جوانب الشنطة و سمعت الصوت الجهوري يحذر:أكل العسل حلو بس النحل بيقرس، و قبل أن يعترف أن شرب الحشيش مزاجه عالي ، إذا بنور قوي يقتحم الشنطة ، و يد ( نكلاء) ذات الدبلة القشرة تمتد لتخرج ذلك الوحش من الشنطة .

عرفت من البوك أنه ( النوبايل) بتاعها وأنه شبكتها التي مازال خطيبها (عيلاء) بيدفع اقساته، جائني صوت نكلاء عبر الأثير (واضح إن الحشيش أثر عليا) " أ يا عيلاء – ضحكة خليعة مصطنعة- تب ويل موصحف كنتي لسه هتلووبك هي هي هييي " ايه النيزام؟ لا انا خارجة مع البت غيدة النهاردة ، حتكتب بوكرة و لسة ما جابتش الباندانة ، انت خلصتِ امته ؟ رحت أدمت عالشقة بتاعة الإسكان؟ بكام؟!!! ( صفارة من بتاعة الرقابة) قولتلك نسكن عند أمي و انت مارضيتش ، ياعني حنتجوز امته يا عيلاء ياعني و الست امك مش عاجبها اني باشتغل داحنا علي كدة و مش مقضيين، اسمع كلامي و ملاكش دعوة بأختي انا اعرف اوريها شغلها ، انا مش حستنى لما الدبلة تصدي في ايدي، يلا سالم اما تيجي بليل عشان الكارت .

و هكذا اغلقت نكلاء (النوبايل) و القت به في الشنطة ، غفلت عيني قليلا و صحوت علي صوت حاد و يد ماسكاني من وداني ، يد ام نكلاء تصيح بأبنتها لائمة : ايه لازمته الفول مانا محمرة بتيينجاان؟

نكلاء: ما انا كنت حاكله في الشغل بس المدام زعقت
اخرجت نكلاء الفول مني و شرد ذهنها لابد في الأقساط و امها اللي منغصة حياتها و حمانها اللي بتسأل كل يوم ناويين امتى يدخولو ؟ كوًرت قبضتها عليُ و القت بي من نافذة حجرتها ربما علي امل أن تلقي معي بهمومها ، لأجد نفسي ممددا علي الأسفلت و ما لبث أن جائت سيارة مندفعة لأدور بين عجلاتها ، مصطحباني إلي حيث لا أدري و.... للحديث بقية. اختكم كيسة نايلو

ليست هناك تعليقات: