الجمعة، ٢٧ أبريل ٢٠٠٧

احنا مين ؟ احنا اللي فوق و مش عارفين ولا اللي تحت و مش راضيين؟يا ناس يا مكبوتة هي دي الحدوتة حدوتة مصرية



ايده و جزع النخلة كتلة واحدة ، لا تنفصل ، لا تتجزأ ، رجله ملفوفة علي الرجل التانية ، طالع ، طالع لحد آخرها ، البلطة في يمينه و الدنيا علي الناحية التانية و طالع ، بيفكر في لحظة النزول ، وقت الرجوع ، حبيبته مستنية هناك و هو فوق، قلبها معاه وهو تحت قلبها يصرخ مالفرحة وراه ، رجع، و زاد علي فلوس تحويش مهرها اتنين جنيه ، تمن طلوع النخل، ينزل يحييها بابتسامة مداريها، خايف عليها من عيون الناس فيخفيها ، ينتقل للنخلة التانية و يبدأ من جديد، ايده و جزع النخلة كتلة واحدة، لا تنفصل لا تتجزأ ، رجله ملفوفة علي الرجل التانية ، البلطة في يمينه و الدنيا علي الناحية التانية بيفكر في لحظة النزول ، كل نخلة بيطلعها بتبعده عن الدنيا و مشاكلها و كل نخلة بينزلها تقربله الحل اكتر ، اتنين جنيه مش اكتر بس راضي و مستني، مستني يوم مالفرحة تكمل ، يتعجب من فوق علي اللي تحت و مش راضيين و اللي فوق و مش عارفين ، إن فوق الفوق بتاعهم فوق اكبر ، و ينزل و من تاني يحييها بابتسامة مداريها عن عيون الناس، قلبها يصرخ مالفرحة وراه، رجع ، بتمني نفسها بيوم ما يكملوا تمن دبلتين ، يقاطعها صوت غفير القرية : الراجل المفتري صاحب الارض بنالي الاودتين وجهزهم و عايزني آل ايه اقعد فيهم و اباشر الزرع و ازرع باقي الارض لحسابي و كل ده بكام ، ربعمائة و خمسين جنيه في الشهر بس بالزمة مش افترا؟ تنظر له متعجبة من خاتم سليمان الذي وجده فدهسه و ساوي به التراب ، منت نفسها بحلم مثل ذلك الحلم ، عش صغير و مال و محصول و لكن اعادها للواقع مشهد حبيبها المعلق ، عادت تشكر الله أن الأمر صار قريب ، هانت ، كلها عشرين نخلة كمان ، عشرين ( ايده و جزع النخلة كتلة واحدة لا تنفصل ولا تتجزأ )، عشرين (رجله ملفوفة علي الرجل التانية) عشرين مرة قاعدة مستنية هناك ، عشرين مرة ينزل، قلبها يصرخ مالفرحة وراه ، رجع ، بس المرة دي صرخت تسعتاشر مرة بس ، في المرة الاخيرة ، ايده وجزع النخلة كانوا كتلة واحدة لا تنفصل و لا تتجزأ ، رجله كانت ملفوفة علي الرجل التانية تمام ، طلع و بص علي الدنيا من فوق ، اتعجب علي اللي تحت و مش راضيين و اللي فوق و مش عارفين استعجل النزول اللي حيقربله حلمه لحد ما يمسكه بايديه ، مد اديه في الهواعايز يضمه، فقد اتزانه ، وقع . كسر مضاعف في الحوض ، شرخ في الجمجمة بسبب البلطة ، كسر في العمود الفقري احدث شلل نصفي ، واحد من الناس ، مر علينا و علي الدنيا قبله كتير و بعده لسة كمان حيمرتمام زي الغفير ، ما هو برضه ناس ، بس ناس تانية ، جانب آخر من جوانب الانسان المصري متعدد الجوانب ، برضاه و تبطره بكسله و تفانيه بجبنه و ثورته بشهامته ولا مبالاته يمكن حتي مع نفسه ، سألت نفسي في وسط كل ده احنا مين ؟ احنا اللي ممكن نبيع عمرنا عشان اتنين جنيه و لا اللي مستكترين يشتغلوا بألف ؟احنا اللي تحت و مش راضيين و لا اللي فوق و مش عارفين ، إن فوق الفوق بتاعهم فوق اكبر ، لحد ما تيجي حدوتة زي دي و تعرفنا و يمكن بس تفكرنا ، بعدها ننسي و تبقي مجرد حدوتة، حدوتة مصرية .

هناك ٣ تعليقات:

محمود عزت يقول...

إزيك يا سارة :)
جميل الموضوع
بالمناسبة
أنا متأكد إنك مش حتفتكري الإسم :)
أنا محمود بتاع قافلة النادي لأبو رجيلة
معقول أعرف إن عندك مدونة بالصدفة !
أهلا بيكي يا سارة

Haitham Abu Akrab يقول...

في كل بوست من البوستات
بيبان اكتر ان انت
.
.
.
.
.
.
مصريه

سارة بنت الدشناوي يقول...

ده شرف لي يا هيثم