الأربعاء، ١٠ مارس ٢٠١٠

احراق الفوطة الصفراء


لو كنتوا فاكرين اني حقول ان الدنيا حتضحك و ان بكرة احلي من النهاردة يبقي متكملتشوش القراية ، اصلي متعودتش اكدب، مستغربين ليه ، هي دي الحقيقة ، انا مقدرش اضمن لنفسي عشان اضمن لغيري الحقيقة دي و اي رجل دين أو مفكر أو motivational speaker قال غير كدة بيضحك علي الناس ، لأن التاريخ مليان بقصص ناس كان عندهم كل مقاومات النجاح و كافحوا و انتهت حياتهم بفشلهم في تحقيق احلامهم ، كل واحد فينا يعرف عدد لا بأس به من هؤلاء ، يمكن التاريخ اغفل ذكرهم للجميع لأن التاريخ زي مصفف الشعر الماهر اللي بيعلق بس صور التسريحات الجميلة ، بس الحقيقة غير كدة ، مش كل قصة حب كانت فيها كل مقاومات النجاح نجحت و مش كل انسان مكافح وصل ، مفيش ضمانات ، و مفيش قوانين ، كتير من الناس بينكروا الحكاية دي و بيقولوا : ربنا عدل و ده يتنافي مع عدل الله ، و الحقيقة ان الكلام ده مش حقيقي ، مينفعش نقيس العدالة الإهية بمقاييس العدالة البشرية بتاعتنا ، في حاجات كتير خارج نطاق ادراكنا و حسابات كتير ملناش فيها و من الطبيعي و المتكرر ان يحصل تعارض بين ما يراه الناس عدل أو ظلم و بين العدالة الإهية ، الحقيقة فعلا ان مفيش ضمانات و ان ممكن جدا يكون اللي احنا فيه ده هو as good as things could get و مش بعيد كمان يكون فيه الاسوأ ، و ممكن جدا كل المجهود اللي احنا بنبذله ميوصلناش للي احنا عاوزينه لا دلوقت ولا قدام طب و العمل ؟ مفيش عمل ، حنفضل نعافر مع الدنيا لآخر نفس و حنفضل نحاول و نحاول و نحاول مهما بان لنا ان الفشل نهاية محتومة و السؤال اللي انا اقدر اجاوب عليه هو: ليه ؟ و الإجابة : لنفس السبب اللي بيخللي واحد مبيعرفش يعوم في قلب البحر و مفيش حد حواليه يفضل يرفص لحد ما يغرق ، السبب اللي خللي كل اللعيبة اللي انهزموا قدام محمد علي كلاي ميرموش الفوطة الصفراء بعد اول جاولة (علامة الانسحاب في الملاكمة) السبب اللي خللي كل حرب بين اطراف غير متكافئة كملت ، السبب ده هو شرف الصمود ، و دفع خزي الاستسلام عن النفس ، معرفة الانسان انه عمل كل اللي عليه و انه لم يسمح للحياة انها تخليه ينحني او ينكسر ، انه تقبل لكمات القدر صامدا كالرجال ، مهربش منها و مستسلمش ليها ، يمكن محدش حيشوف ده غيرك ، يمكن ناس كتير تحاول تحملك سبب إخفاقاتك المتكررة عشان ميضطروش يواجهوا حقيقة ان bad things do happen to good people و ان ممكن جدا يكون مصيرهم زيك ، بس الحقيقة ان الناس ممكن تتخدع فيك لكن انت لايمكن تتخدع في نفسك ، ان الناس ممكن تضحك عليهم لكن مستحيل تضحك علي نفسك و عشان كدة المهم هو فخرك بنفسك و اعتزازك بيها و احساسك الداخلي انك بذلت كل ما في وسعك و ، لذلك ناضل لآخر قطرة في دمك و حاول مهما كانت الصعاب في طريقك مش عشان ده نهايته النجاح و لا عشان تكون اسطورة لكن عشان متحسش ان انت انسحبت أو سمحت للحياة تهزمك ، تقبل لكمات القدر و انت واقف مكانك تتحملها كالرجال ، و اعرف ان النتيجة واحدة لن تتغير ، و دورك انك تصل إليها بشرف و تبدأ كل ماتش بحرق الفوطة الصفراء كي لا تسمح لنفسك بالاستسلام

هناك ٣ تعليقات:

السينيور يقول...

السلام عليكم
بصراحة اسلوبك ممتع جدا وكمان فكرة البوست لذيذة وعميقة في نفس الوقت
بس انتى نسيتي حاجة مهمة
حتى لو الانسان منجحش في الدنيا
الدنيا مش كل حاجة
فيه نجاح في حتة تانية برده
وزي ما قولتى
مقاييس ربنا غير مقاييسنا خالص
تحياتى لكِ ولمدونتك المميزة

غير معرف يقول...

موضوع مميز وفيه عمق وبعد نظر ودليل واضح علي قوة الإرادة والإصرار
بس في حاجة مهمة أوي دايما بننساها إن من رحمة ربنا بينا إنه سبحانه وتعالي مش بيحاسبنا غير علي عملنا هل احنا أخلصنا فيه وأتقناه ولا لألكن ربنا مش بيسألنا عن النتيجة والدليل علي كده قول الله"وأن ليس للإنسان إلا ماسعي وأن سعيه سوف يري ثم يجزاه الجزاء الأوفي "
يعني الخلاصه إن العبرة بالسعي مش بنتيجة السعي واحنا بنسعي ونعمل عشان ربنا أمرنا بكده وهيحاسبنا علي عملنا مش علي النتيجة لإن النتيجة دي داخله تحت بند الأرزاق اللي ربنا قسمها بيننا لحكمة هو وحده اللي يعلمها
نفسي أوي أعرف ايه تعليقك علي الكلام ده.

سارة بنت الدشناوي يقول...

تعليقي الوحيد ان فعلا مفيش ازمة في حياتنا مهما كانت شاذة او غير مألوفة أو مستحدثة بسبب ظروف مشوهة إلا لقينا ربنا مجاوب لنا عليها و حاللها لنا في كتابة الكريم ، الحمد لله ان الرزق بيده و الحكمة من عنده