الثلاثاء، ١٧ يوليو ٢٠٠٧

يوميات مهندس كفران


لتليفزيون غير حياتي، كان عمري 9 سنين، يوم ما شفتها في ايدين نور الشريف ، صفراء و مدورة ، الفيلم شغال و الحوار علي آخره و انا مش سامع أي حاجة ولا شايف غير البتاعة دي اللي في ايدين نور الشريف ، باسأل نفسي ، ايه دي ؟ بتاعة ايه دي؟ و ماسكها كدة ليه دي؟ لحد ما نور (نورني) و قام حاططها علي دماغه ، ساعتها بس عرفت إن البتاعة دي بتتحط علي الدماغ ، سألت ماما اللي كانت مركزة أوي مع الفيلم :
- ماما ماما ماما هو لابس البتاعة دي ليه؟
ردت علية امي بعد المرة رقم 16 دون توقف لأنها زهقت من زني :
- عشان هو مهندس مدني
و طبعا كرهتها في اليوم اللي شافت فيه ابويا و حبته و اتجوزته عشان تخلف ولد يقرفها في عيشتها زيي و انهال عليها سلسلة أسئلة :
- ما ما ماما ما ما يعني ايه مهندس مدني؟
-ماما ماما ماما هو لابس البتاعة دي ليه
- ماما ماما ماما هو بيعمل بيها ايه ؟
و سأكتفي بهذا القدر من الأسئلة اللي سئلتها لأمي عشان مكرهكوش في اليوم اللي دخلتوا فيه المدونة و حظكم المهبب و قعكوا في موضوع كتباه سارة الدشناوي ، المهم من يومها و انا قررت ابقي مهندس مدني و بحلم باليوم اللي البس فيه الخوذة دي ، دخلت اعدادي و انا عايز اكون مهندس مدني ،دخلت ثانوي و اخذت ماس تو و ما ادراكم ما ماس تو و فضلت عايز اكون مهندس مدني ، دخلت هندسة و انا لسة عايز اكون مهندس مدني و اخيرا بقيت مهندس مدني و شربت اكبر مقلب في حياتي يوم ما اتعينت في الموقع و اكتشفت إن محدش بيلبس الخوذة دي و إني كان مفروض اكون عسكري مطافي ، يعني بقيت مهندس مدني أونطة و حلفت لأشتري الخوذة من أول ماهية و استحملت نظرات العمال كل ما ادخل الوقع ، كانت عيونهم بتقول : سوسن شرفت يا رجالة ، و لسانهم بيقول لي : صباح الخير يا باشمهندس وائل
دخلت الفيلا اللي بشطبها و دماغي بتفكر : يا تري مين اللي ناوي يجيبلي شلل النهاردة ، ما هو ماينفعش يوم يمر من غير ما (يمر) و اخرج عندي شلل رعاش رباعي في المناخير (معرفش ازاي) ، كنت دايما اصل الموقع حوالي الساعة عشرة عشان يكونوا خلصوا الاسطوانة اياها بتاعة (بنفطر يا باشا ، بنشرب الشاي يا باشا ) ، وجدت اسطي رمضان جالسا علي السلمة الاولي للفيلا و يده فوق خده مطلقا نظره عبر الأثير ، انبئتني حاستي السادسة ان الشلل علي ايديه النهاردة بأذن الله


:سألته
- خير يا اسطي رمضان ، انت قاعد كدة ليه ؟
- ابدا يا باشمهندس ، حبة تفكير كدة
- و يعني هما حبة التفكير دول ما كانش ينفعوا و أنت بتشرب الشاي
نظر لي باشمئزاز من فوق لتحت و اجاب محتقرا لغبائي:
- هو انا حشرب الشاي و لا حفكر؟
اجبته و قد بدأت اشعر بالتنميل يسرح لذراعي و شعرت أن الشلل – علي رأي هنيدي- وسييييق من الفووووز :
- لأ فعلا معاك حق
قررت أن اتركه فما لبث أن ناداني ليقطع عندي اي شك انه الرجل المختار لمهمة الشلل اياها
- باشمهندس
- نعم
- انا مش عايز بقية حسابي !!!!!!!
الجمتني الصدمة ، دي حاجة ولا في الخيال ، حسيت باحساس غريب و كأن هيفاء و هبي و اقفة قدامي بتقول لي : ارجوك اتجوزني و انا اعيش خدامة تحت رجليك
تركت هيفا و عدت الي عالم الواقع ، ابتلعت ريقي و قلت له :
- انت بتقول ايه ؟
- يا بيه مش انا ليه ألفين جنيه ، اهو انا مش عاوزهم بس هاتلي نوبايل

ال(ان اتنين و سبعين )ز
- و انا مالي انا ما تآخذ انت الفلوس و تجيب بيها اللي انت عايزه ؟
- يا بيه اعمل معروف ، هاتهولي و انا اعمل كل اللي انت عايزه و اسلمك شغل الجبس ميه ميه ، مش صاحب الفيلا مفوضك تحاسبنا
- جبتها منين مفوضك دي هي كمان ، ما علينا ، انت يابني مش لسه عمال تقول لي انا مزنوق مزنوق ، ايه العربية اللي كانت قافلة عليك طلعت ؟ مش لسة كنت عايش في دور زينات صدقي و تقولي حبة تفكير و بتاع، ايه اللي جد يعني ، و موبايل ايه اللي انت عايزه
- ما لكش دعوة يا بيه ، هاتهولي بس و خلاص
- حبيت اوفر علي نفسي المناهدة و عديت ( ملاكش دعوة يا بيه) دي كمان و قلت انهي اليوم علي خير و في الصباح استعددت لمشوار لشارع عبد العزيز لأشتري النوبايل للأخ رمضان

كان يوم جمعة ووجدت نصف الشارع قافل ، قعدت امشي لحد ما تهت وسط حواري ما أنزل الله بها من سلطان ، فجأة جائني صوت جهوري حميري من ورائي :
- في عاجة يا باشا ، عاوز عاجة
فسرت عاجة دي علي انها (حاجة ) و اعتمدت علي تأوييلي اللي من غير إسناد و اجبته
- عاوز موبايل n 72
كان شاب مثل الدولاب ، له وجه يشبه اتوبيس 116 لما يخبط اتوبيس 625 و يعوج له الأكسدم ، له شعر كااان اسود و اصبح فيه بتوع خضرة كتيرة ، دعوت الله تكون ما بتمشيش ، سألته عنها بعد ان نفذ صبري فقال
- دي هاي لايتس يا بيه ، المهم طلبك ده صعب حبتين اصل النوبايل ده بالذات ناقص
شعرت انني اشتري قطعة آثار مسروقة ، حاولت اعمل فيها ابن بلد و اكسر الحواجز فقلت له :
- اسم الكريم ايه
مد وجهه للأمام و قال :
- بوبي
- نعم
- بوبي بوبي
- اسمك في شهادة البطاقة بوبي
- لا احمد
- طب قول لي يا سي احمد
نظر لي بازدراء و قال
- مش حرد عليك
- ليه بس
- انا بقالي هنا 15 سنه و الكل بيقول لي يا بوبي تيجي انت و تخليني احمد
- طب قول لي يا بوبي ، متعرفش تخدم اخوك في الحكاية دي
نظر لي نظرة من انهي سجارة البانجو من توه و قال :
- و ايه علاكة اخويا بالموضوع ده
- انا قصدي انا
- بس انت مش اخويا سعادتك
- يا سيدي اعتبرني اخوك
امسك بياقة قميصي و صر
- اخويا ازاااااااي ، هي امي كانت علي علاكة بابوك و لا اييييييييه ، دي حلفت لأبويا انها تابت قبل الجووووواز
- يا سيدي انا قصدي مجازا
- مجازا ميييين ، هي كانت علي علاكة بمجازا كمااااااان
- يا سيدي امك اشرف ست في الدنيا ، انا قصدي اعتبرني في مقام اخوك
- آه قول كدة ، بص انت تترمي هنا جنب الفترينة متتنقلش و انا حالف لفة و انت و حظك
ابتلعت سيل الاهانات و انتظرت بجوارها و طال انتظاري لمدة ساعتين ، عاد بعدهم بوبي و هدومه متقطعة و الشرر يتطاير من عينيه ثم صرخ في وجهي :
- تصدق انا عملت معركة عشانك دلوقت ، و نوبايلي اتكسر ميت حتة
و اذا بشبابيك البيوت من حولنا تفتح و احدة تلو الاخري و تطل منهم سيدات الحتة يقولون :
- مين اللي قطع هدومك يا بووووووووبي ؟
- مين اللي كسر موبايلك يا بوووووبي ؟
- يام بووووبي ، يام بووووووبي ، الحقي ابنك بيتخانق
و ظهرت ال lady ام بوبي كخرتيت مطلق حديثا و قالت :
- مين اللي زعلك يا وااااد
- خشي جوه يامه
- قول لي هوه مين و انا اخلي ليلته زرقا
- يامه اعملي معروف اختفي من وشي يا امه ، متخلنيش ادبحلك الزبون يا امه
ارتعدت فرائصي ( يا نهار اسود ، دا انا الزبون )حاولت الهرب فإذا به يسحبني من قميصي
-رايح فيييييين
و صرخت
- خشي يا ام بوبي ابوس ايدك ، مش رايح في حته يا عم
نظر لي نظرة سوسن جت يا رجالة اياها و قال لي :
- متخافش اوي كدة يا بيه ، انا بس بخوفها ، نوبايلك اهو 3000 جنيه بس
دفعت دون نقاش و عدت من حيث اتيت
في اليوم التالي اعطيت الموبايل لرمضان فإّذا به يستوقفني :
- يا باشمهندس
- نعم
- النوبايل ده لامؤاخذة فيه ميوزك ايديشن
كسرت الموبايل علي دماغ رمضان و حلفت لأرجع اولع في الخوذة و في نفسي و في التليفزيون

الثلاثاء، ١٠ يوليو ٢٠٠٧

الغابة ملك المالك



لو لم تكن واقفا هناك، و في يدك ساعة تشير عقاربها إلي الثامنة، لظننت انه الفجر، فقد كان القمر مكتملا، شديد الضياء حتى تحسبه شمسا وليدة تحبوا أولي خطواتها في سماء تلك المدينة الصغيرة. وربما لاحظت أن السكون يغلب كل شيء فلا تسمع حفيفا للأشجار ، أو أصوات صرصار الليل الذي طالما ظننت في طفولتك أنها زقزقة عصافير ليلية ، تسلمت دوريتها من عصافير الصباح . إنني واثق، أنه لولا صياح كلبك، بإصرار متحدي، لسهل عليك ملاحظة هذا السكون.

ها أنت أخيرا تقرر أن تتبعه، لتري ما يحمله علي ذلك, لا تفعلها عن ثقة فيه و لكن حتى يتوقف عن نباحه، تكاد تري نفسك عائدا دون أن تجد ما يريب مؤكدا انك كنت علي حق و أن إتباعه كانت فكرة سيئة ، ربما هذا ما تمنيته ، فإن البشر مولعون بأن يكونوا دوما علي صواب ، لكنك كنت مخطئ ، فها هو الكلب يحملك إلي حيث وجدته، جثة هامدة مفتوحة العينان ، لو كنت طبيبا شرعيا ، للاحظت أن الكدمات و السجحات حول رقبته ، تكشف عن استخدام حبل في الجريمة ، أن بروز العينين و انفجار بعض الأوعية الدموية ، و ذلك اللون الأزرق كلها من علامات الأس فكسيا، لو كنت طبيبا شرعيا لرفعت يده ولاحظت برودتها و لاستطعت أن تخمن أن الوفاة حدثت منذ أكثر من 12 ساعة نظرا لانتهاء التخشب الرمي ، و لكنك يا مسكين لست طبيبا شرعيا ولا حتى طبيب، فما كان لك إلا أن تفعل ما كان ليفعله معظم من هم ليسوا طبيبا شرعيا أو طبيب ،ألعن اللعنات، لقد أطلقت صرخة مدوية ثم فقدت الوعي .


والآن , نشكرك علي تعاونك معنا ، و نأسف علي ما تسببنا لك فيه من إزعاج ، يمكنك الاحتفاظ بالكلب إذا أردت ، و الآن يمكنك أن تعود إلي صفوف القراء، فالقصة علي وشك البدء.


ضحكات تملا السيارة، أصوات السعادة تتكرر و تتباري فيما بينها ، ألعن اللعنات ، من وجوههم تعرف أنهم زوجان حديثي الزواج، ترى في عيونهم تلك التوقعات الحمقاء ، إن للسعادة غباء لا تخطئه العين المجربة، طيلة الأيام الماضية كنت أراقبهم عن كثب، فهو عملي، لقد استأجروا الكوخ الشرقي فكانت المهمة يسيرة حقا. كما أنهم لم يغادروا المكان أبدا .


يال عدم اللياقة، لم أعرفكم بنفسي بعد، أنا صاحب المكان أعيش هنا وحدي منذ الأبد، إنسان لطيف و لكن دقيق، و قد أوقعتني دقتي في كثير من المشاكل مع المستأجرين. لقد أصبح التحايل هو الصفة السائدة بين الناس الآن ألعن اللعنات و بالرغم من أن ذلك أفقدني كل ثقة في وعودهم إلا أنني لم اطرد مستأجر منهم قط ، فقط حرصت علي أن أضمن عدم تكرر الأمر مرة أخري .


تبا لهم جميعا، لقد ظننت أن هذان مختلفان، نفس الخرق للقواعد البديهية، نفس التحايل، ثم نفس الصراخ و اللعنات التي تلاحقني عندما أحاول الإصلاح، ألعن اللعنات، صراخ و توسلات و اتهامات لي بالجنون ، لقد صار الأمر مملا إلي أقصى حد إن الأمر في غاية البساطة، أنتم استأجرتم مني الكوخ و ليس الغابة ، الغابة ملك المالك ، ما الذي دفعكم للخروج منه إذ1 ؟!!! كانت حجة الزوج في غاية الغباء، و مع ذلك كنت من السماحة بحيث حاولت أن أصلح الأمر ، عندما سألته عن سبب خروجه أجابني أنه أراد أن يستنشق بعض الهواء النقي ، رأيت في عينيه نظرات استهجان و بالرغم من ذلك سألته بأدب إذا كانت حاجته للهواء هي وحدها السبب، ولولاها ما خرج ، فأجاب ساخرا : نعم . كان يمكن أن أطرده الأحمق و لكن كل ما فعلته هو محاولة إصلاح الأمر، أخرجت من حقيبتي حبلا و منعته من التنفس حتى لا يحتاج للخروج مرة أخرى ، لم تتوقف الزوجة الجاحدة عن الصراخ ، و حاولت بشتى الطرق منعي ثم عندما أتممت الأمر كان علي أن ألاحقها هي الأخرى ألعن اللعنات، ولكنها تركت المكان علي أي حال ، تذكروا أنني لم أطردها .


عدت في الثامنة لأجدك أيها القارئ الكريم مددا فاقد الوعي بجوار الجثة، لقد سمحت لك أن تترك الكوخ هذه المرة كي تعرف القواعد كلها منذ اليوم الأول، أيقظتك في رفق و طلبت منك أن تعود إلي صفوف القراء و....

مهلا، ماذا يفعل هذا الكلب هنا؟. لقد سمحت لك أن تأخذه، يبدو أنك لست من محبي الكلاب و لكن، أنني أراك !!!!
ألم أطلب منك أن تعد بين صفوف القراء، لم أنت هنا ؟ لم لست معهم ؟ألعن اللعنات، طبعا لم تقرأ تحذيري طالما أنت قابع هنا بين الأحداث ! حسنا، إذا كنت تأبى إلا أن تكون جزء منها، فليكن، و لكن كيف يعالج المرء الفضول ؟ كيف يمنعه؟ هل ببتر القدم ؟ أم فقأ العين؟ أم لعل سببه العقل ؟ألعن اللعنات , أين وضعت الحقيبة؟

في كل مرة حيكون قدامك حل من اتنين بس لو شاطر حاول تهرب من فقرة اتنين


مقدمة: عمرك اتمنيت لو الزمن يرجع بيك لنقطة تحول في طريق حياتك لتغير مسارك بعد أن عرفت نتيجة الاختيار الأول ؟ هل حاول البعض التخفيف من ندمك أو احباطك بقولهم أن الطريق الآخر قد يكون اسوأ ؟ ثم ماذا لو أن الطريق الآخر لن يكون احسن أو اسوأ؟ ماذا لو أن النتيجة النهائية ستكون النتيجة نفسها؟ كلنا يعرف أن القدر يلعب دورا كبيرا في حياتنا ، ماذا لو عرفنا أن هذا الدور ما هو إلا وضع النهاية الحتمية التي تمثل نصيبك من السعادة و انه ترك لك فقط كيفية الوصول وأن بعض الاحداث جائت مصيرك لتبقى فيه و لن تغيرها اختياراتك ؟هل حقا إرادة بلا حدود تؤهلك للحصول علي كل شيء أم هناك حدود لكم التدخل الذي تمتلكه لتقليص مقدار الألم في حياتك؟ يا تري حتفرق سبب حدوث الألم بعد حدوثه ام لا؟ حاول أن تخوض معي هذة التجربة ، ربما وجدت الاجابة.

1- تخيل انك شاب حديث التخرج ، تحلم بوظيفة ذات عائد كبير و مستقبل مرموق ، كانت لك زميلة في الجامعة ( انثي المقالة لو سياتك آنثة و حاولي معانا:) ) احببتها ولكن الخوف من الرفض منعك من التصريح بحبك، في رحلة الي بلدتك لتبيع قطعة أرض صغيرة تركها لك والدك، جلس امامك في القطار مباشرة محبوبتك و إلي جوارها كرسي فاضي ، و في المقعد المقابل يجلس صاحب أكبر مؤسسة تعمل في مجالك و إلي جواره برضة كرسي فاضي، لحد كدة عظيييييييم، طب ايه رأيك لو كل واحد فيهم كان بيتكلم في الموبايل و لما استرقت السمع و جدت حبيبتك بتكلم واحة صاحبتها عن اد ايه الوحدة بتقتلها ( الي آخرة اغنية تامر حسني ) و انها بتدور علي واحد زيك تمااااااام ( نوع من الانتحار مثلا ) و في نفس الوقت الراجل ذا الشأن اياه يتحدث لبتاع الHUMAN RESOURCES بتاع الشركة عن حاجتهم الماسة لموظف فيه كل مؤهلاتك الفذة و بمرتب مجزى، (خطة إفلاس يعني) دلوقتي بقة قدامك حل من اتنين لو حتختار تروح للوظيفة انتقل إلي الفقرة الرابعة لو حتروح للحب انتقل الي الفقرة الثالثة.

2- و هكذا وجدت العمر قد مر بك و ضاع الحلم يا ولدك ( أصل انا معنديش اولاد عشان يبقي يا ولدي) و تعيد النظر في شريط حياتك و كيف تركت الأمر يضيع من يديك بعد أن جائتك الفرصة علي طبق من فضة ، تحاول أن تقيس مقدار ما حققت في مقابل مقدار ما تركت وهل كان الامر يستحق ؟ تتسائل هل كان الخوف هو السبب أم التكاسل أم عدم معرفة اولوياتك الحقيقية في الحياة ، تتنهد علي العمر الذي مضي وتأمل لو كان هناك فرصة اخري ثم تتذكر انه مجرد مقال فتعود بعد قليل للفقرة رقم واحد علك تجد مخرج.

لو كنت بتقرا الفقرة دي يبقي انت واحد من اتنين اما واحد رذل قرأ المقال بالترتيب زي اي مقال فاقول لك انه كدة انتهي بالنسبالك خاصة انك واضح إن وراك الديوان ومش فاضي تكمله يا اما بعد ما خلصت اكتشفت ان في فقرة غير المقدمة مش مترقمة و حبيت تتأكد اتك قرأت كل حاجة: و الله يا سيدي انت قريته و المقال خلص ، فركش!!!!!



3- تتوجه الي الحبيبة وتذكرها بنفسك متظاهرا انك لم تسمع حرفا من حديثها لصديقتها فتتوهم هي ان رقتها جعلتها من الهامسين ( وهي صوتها جايب لآخر القطر) تستمع لها عندما تتحدث عن تخلي الاصدقاء عن اصدقائهم و هم في امس الحاج اليهم ، تقحم بعض آرائها الشخصية التي سمعتها في المكالمة علي انها آرائك و تراقب لمعة الاعجاب في عينيها ، ثم ترى اول بادرة انها فتحتلك قلبها لما تقول لك : الحقيقة انا ارتحت لك أو و نفسي احكيلك مشاكلي بس خايفة استحوذ علي وقت الرحلة كلة وانت يمكن تحتاج تريح شوية قبل القطر ما يوصل ، هنا تذكرت انك قد لا تري رجل الاعمال مرة اخري و الوقت بيجري و بقة قدامك حل من اتنين: لو قررت تبقي مع محبوبتك انتقل الي فقرة 5 لو قررت الذهاب الي المدير اذهب ل6 و كدة تبقي اتخليت عنها وهي اصلا ملمسة يعني راحييييت

4- ذهبت الي مديرك القادم (إن شاء الله ) وعرفته بنفسك و اخبرته انك تبحث عن عمل و لمعرفتك انه رجل محترم و عملي و الشغل عندة مافيهوش واسطة و كمان اسطورة زيه في مجالك حلم كل خريجي كليتكم ( نفاق فاحش يعني) تجرأت لتفاتحه في الامر مع ذكر كل مؤهلاتك طبعا و يا حبذا لو شوية من كلامه في التليفون علي التركيز علي المؤهلات اللي كان طالبها ، الراجل اعجب بيك جدا و عبر عن رغبته في تمضية باقي الرحلة معك للتحدث اكثر و هذا ذكرك بضياع فرصة الطرق علي الحديد و هو ساخن مع الحبيبة و بقة قدامك حل من اتنين، لو حتكمل معاه اذهب ل 6 لو حتروح للحبيبة اذهب ل3

5- حبيبتك علي آخر القاعدة كانت عرفت بحبك ليها و صارحتك كمان بإعجابها و طلبت منك تقابل اهلها اللي من نفس قريتك ، تلتفت لتجد مديرك قد ذهب بعد أن توقف القطر في محتطه دون ان تلاحظ ، ينتهي الامر بزواجك من حبيبة القلب و بدء مشروع صغير بفلوس الارض في القاهرة ، انجبت منها البنين و البنات ، استرجعت شريط حياتك و انتقلت للفقرة 2

6- بعد الشرح و التعارف الرجل اقتنع بك علي الآخر و عرض عليك الوظيفة اياها بس قال لك انها برة مصر و طلب منك تفكر كويس ، كان القطر قد توقف في محطته ولابد من رد فوري ( ما هو اللي خلقك خلق غيرك و هو مش خدام ....) تداركت ضياع الفرصة مع الحبيبة خاصة و السفر بعد يومين وهي عايزة تعيش في مصرفوافقت ، سافرت سريعا للخارج و لمع نجمك سريعا في شركتك و لكن خيال المحبوبة لم يفارقك ، عدت الي مصر بعد سنوات في مركز مرموق لتجدها قد تزوجت ، استرجعت شريط حياتك فانتقلت للفقرة اتنين

الاثنين، ٩ يوليو ٢٠٠٧

بنت قابلت ولد لا هو اذكي و لا الطف واحد شافته و لا هي اجمل و لا احلي و لا الطف بنت شافها ايه اللي يخليهم يحبوا بعض؟


ادخل في أي مكان يجتمع فيه الشباب، اجلس بالقرب منهم، حاول الاستماع الي حديثهم ، اتحداك لو مر اكثر من عشرة دقائق دون ان يتطرق الحديث للحب، ايا كانت ثقافة هؤلاء الشباب، جنسهم ن أو اعمارهم ، يظل الحب هو الموضوع المسيطر علي تفكيرهم ، بس فيه سؤال مهم محتاجين نسأله لنفسنا ، هي الحقيقة فين ؟ بمعني ، هو الحب اصلا حقيقي و لا شئ بنفرضه علي نفسنا و بنقنع نفسنا بيه ؟ هل فعلا في حاجة اسمها حب متبادل؟ تعالوا نتخيل الموضوع من وجهة نظر رياضية (حسابية يعني) معني الحب اللي احنا فاهمينه ان بنت عاشت في الدنيا حوالي عشرين سنة ، لبها قرايب و اصحاب ، راحت مدرسة و جامعة و نادي لحد ما شافت واحد بس، لا هو اجمل و لا اذكي و لا ألطف و لا اعقل من كل اللي قابلتهم و تقرر ان هو ده الانسان اللي اختاره قلبها ، كمان ولد عاش زيها أو اكتر ، و شاف بنات اكتر من شعر راسه (علي اساس ان الصلع انتشر) لحد ما شاف بنت فيها كل ده و كمان تطلع نفس البنت اللي شافت فيه فارس احلامها ، بذمتكم مش صدفة عجيبة نسبة تحقيقها قليلة جدا ؟ طب ازاي بنشوف حولينا محبين كتير ؟لأننا ببساطة فاهمين الحكاية غلط ، مش هو ده اللي بيحصل ، اللي انا لاحظته ، ان الموضوع ببساطة طرف بيحب و طرف بيقبل هذا الحب علي اعتبار ان هذا الشخص عنده ال

اللي هو عايزها في حبيبه و فيه بينهم كيمستري ، و مع مرور الوقت بيتحول الامر بالاقناع الي حب ، يعني لو اضفنا حكاية ان ما فيش حد حب حد من غير ما تكون الكيمستري علي الاقل بينهم متبادلة يبقي الفرق الوحيد بين الحب من طرفين و الحب من طرف واحد ، هو تقبل الطرف المختار انه يكون متلقي الحب مش البادئ بيه و تهيؤه النفسي لده من عدمه طب ليه في ناس بتقبل التجاوب و مش المبادرة ؟ العجيب انه نفس السبب اللي بيخلي ناس تبادر و في رحلة بحث دائمة عن الحب ، السبب هو شعور ال (إن سيكيوريتي) اللي كلنا عايشين بيه ، خوفنا الفطري من الوحدة و حقيقة اننا حيوانات اجتماعية ، صحيح بتحب الانفراد بنفسها بس مع ضمان قدرتها علي العودة للصحبة البشرية وقتما تحب


الحب لعبة نفسية بنلعبها مع نفسنا ، في الاول بتكون تحت تحكمنا الكامل و بعد كدة بتخرج عنه ، حاجة كدة زي قطر الملاهي اللي بيبدأ بتحكم كهربي لحد المنحدر ، بعدها ما بيحتجش اي دفع ، واحد من القناعات الشخصية اللي فرضناها علي نفسنا باعتبارها مسلمات و مع الوقت تبدأ تخنقنا و نحاو لالهروب منها مع انها في الاساس من وضعنا و مفيش حد اجبرنا علي اتباعها ، نوع من تعقيد الحياة اللي اصلا مش ناقصة تعقيد ، لو بس التزمنا بقواعد اعمار الارض السماوية البسيطة اللي اتفرضت علينا ، و اللي من اهم مبادئها الصراحة و الصدق و اللي من باب اولي نبدأ بيه مع نفسنا ، حنقدر نعيش ، لو افتكرنا اننا كدة كدة جينا الحياة لسبب و كل واحد طريقة مرسوم ومهمته يعمل له تعديل علي حسب طموحه عايز يمشي فيه بأي سرعة ، ساعتها مش حنخلي الخوف يبعدنا عن الواقع لحد ما يحوله لكائن غريب ممسوخ يصدمنا لما نواجهه و ساعتها حتكون الحياة اسهل

هل توافق علي انك تعيش في قلاية بطاطس كبيرة جواها ميكروباصات؟اذن أقرأ و املأ الفراغات (--- ----)يلا


هنتفق من قبل ما تقرا ان انت موافقني و انك حتفضل موافقني كدة لحد النهاية ، و انك لو حسيت في لحظة ان اللي انت بتقراه ده غلط حتسيب الموضوع و تمشي و انك لو فضلت حاسس ان معايا حق حتفضل مطاوعني لحد النهاية، تمام؟ كل واحد يجيب ورقة و قلم و يربط الحزام ، نتوكل علي الله و نبتدي الموضوع ، قبل ما نبدأ، شايفين السبع نقط اللي في العنوان دول؟تعالوا نكملهم مع بعض।

الدنيا قلاية بطاطس كبيرة أوي ، فينا اللي بيخرج منها بدري قبل ما يستوي و مبنستفادش منه بحاجة ، و فينا اللي بيفضل جواها لحد ما يتحرق و برده منستفدش منه بحاجة ، يعني احسن حاجة انك تسيبها و انت مقرمش و ينفع تتاكل (نستفاد منك يعني ) لو موافق علي الكلام ده حط البه بتاعت البطاطس مكان النقطة رقم خمسة

لو سألتك دلوقت تعمل ايه لو صحيت من النوم اكتشفت ان انت دبانة ، حتقعد تفكر ازاي ممكن تستفيد من الوضع ده ، يعني حتفكر في ازاي انها بتعرف تطير و ممكن تعكنن علي أي حد بسهولة ، مش حييجي في بالك ان شبشب او بخة بريسول ممكن تقضي علي حياتها في ثانية ، أو انها جت الدنيا و حتمشي دون اي لازمة ، طب ما هو من باب اولي تفكر في الامكانيات اللي عندك بالنظرة التفاؤلية دي بدل ما تحسد الدبان علي النعمة ، لو موافق علي كلامي حط طه مكان النقطة رقم سبعة

و احد من اصدقائي الاعزاء مرة قال لي : الدنيا بقت موقف ميكروباصات كبير أوي و الناس كلها سواقن ميكروباصات ، هو كان يقصد ان الفهلوة عندنا بقت مبدأ لو موافق علي كلامه ، حط ألف مكان النقطة الاولي و التالتة


كل واحد فينا اسطورة شخصية ممكن بسهولة يتعمل عنها فيلم وثائقي و في احداث كتيرة في حياة كل منا تصلح لهذا الفيلم و تكون غيرت مجري حياتك كله ، يعني مثلا لو حضرتك اسمك عتريس ممكن بسهولة تتخي بنت خالتك واقفة قدام الكاميرا و بتقول (عتريس لم شال احصا كانت دي نقطة التحول الكبيرة في حياته)لو موافق علي الكلام ده حط العين بتاعة عتريس علي النقطة رقم اربعة

لو في موضوع اثر في حياتك و عايز تعرف انت تخلصت منه و لا لسه مأثر فيك ، اسأل نفسك : لو اخذت آلة الزمن بتاعتي احب اعمل ايه ؟ لو لقيت انك عايز ترجع لورا تغير حاجة تبقي انت لسه اما لو لقيت انك عايز تروح للمستقبل تشوف في ايه بكرة يبقي ألف مبروك سيادتك خفيت ، لو موافق حط نون مكان النقطة التانية

المفروض انك دلوقت خلاص عرفت النقطة اللي فاضلة حتحط فيها ايه ، و انا حسيبها فاضية كدة عشان تبقي انت اللي شتمت نفسك و قبل ما تزعل مني افتكر ان انت كدة عشان وافقتني و انا اكيد مش قصدي اشتم نفسي ، و بعدين راجع معايا كدة انت وافقت علي ايه، واحد فاكر نفسه عايش في قلاية بطاطس جواها ميكروباصات و نفسه يبقي دبانة و فاكر عنده آلة زمن و بعد كل ده شايف نفسة اسطورة شخصية تستحق فيلم وثائقي ، طب بذمتكم مش عندي حق؟

كيس نايلو مع هايدي بنت تانت سوزي في سيتي ستارز


علي الرغم من أن خبرتي بالسيارات معدومة ، إلا أنني خمنت أن هذه السيارة لابد مخالفة كل السرعات المقررة و الغير مقررة، لم يخيب الرادار ظني ، فإذا بلجنة توقف السيارة و ظابط سمج ( متسألنيش عرفت ازاي) يقول للقائد : رخص يا مدام ، نزلت فتاة ترتدي نظارة شمسية لا بد انها ماركة ( جيه في زيه جي في زو ) او شيء من هذا القبيل و قالت له : آنسة لو سمحت ، ابتسم ابتسامة من التي تجدها في القاموس قدام كلمة : رخم و نظر في الرخصة قائلا : 120كيلو ؟ ينفع كدة يا آنسة هايدي ؟ نظرت له بتعجب مصحوب باستغراب من ذلك الذي يعاتبها بدون مناسبة و كأنه ابن تانت سوزي ، قالت : لو سمحت دي منطقة كام عشان خالي حايجيبهالي ؟
الظابط ( مكبوس لما قطمت معاه ) : شرق الدائري
اخرجت الموبايل و طلبت خالها: ايوه يا خالو انا اتمسكت علي الدائري ، معلش يا خالو حاديك الموبايل كلم انت الظابط احسن بيستظرف و الحكاية مش طالبة ، يا ريت ما تقولش لماما احسن حالفة لو اتكررت تسحب مني العربية ، مرسيه يا خالو .

اعطت الضابط الموبايل ثم عاد بعد لحظات و معه الرخصة منهيا الحوار مع خالها قائلا : انت تؤمر يا باشا .

استقلت ( شفت استقلت دي و عليهم داعبت الاسبوع اللي فات، عدينا) استقلت سيارتها و اتجهت إلي النادي العريق لتقابل نانسي صديقتها الأنتيم عشان عايزة تجيب شنطة من سيتي ستارز لا بد انها ( جيه في زي جيه في زو ) ايضا ، كانت نانسي قد انتهت لتوها ( آل لتوها آل ) من جلسة الساونا و حذرت هايدي من التاخر علي درس اليوجا قائلة : يعني نجيب الشنطة بس يا هايدي
, There is no enough time for shoping اتفقنا؟
ردت عليها هايدي باقتضاب ردها البليغ المفحِم :
Ok
نانسي: فيه محل معين هاتروحيه؟
هايدي: هما couple of shops معظم ال stores بقت بيئة اوي و ما باقاش فيه variety .

لم افهم معظم الحيث بالطبع و لكني تحسرت علي الزمن و ال variety و سألت نفسي فين ايام زمان ؟ ايام ما كان الدنيا فيها variety و لو الواحد ساب ابنه في الشارع يرجع يلاقيه ؟ بس معلش ، طول ما في في الدنيا ناس بتخاف علي ال variety زي هايدي الدنيا لسة بخير ، قليل فعلا اللي تلقاه عنده variety اليومين دول بس موجود ، مصر طول عمرها ولادة ، افقت من تأملاتي علي صوت نانسي وهي تقول : شفتي الفيلم اللي كان علي MBC2 امبارح ؟
هايدي : اكيد ده كان soo deep و tom cruise كمان cute مووت ، نفسي اتجوز واحد شبهه
نانسي: تعرفي يا هايدي ، انا امبارح ما نمتش طول الليل ، ها موت اطمن rachel رجعت ل ross ولا سافرت
هايدي: انا شفتها ، رجعت يا ستي

نانسي (بسعادة):I knew it!!
فرحت جدا للأخ ross و منيت نفسي بالكحك اللي اكيد ام rachel حتعمله و حتدي منه لهايدي و نانسي اللي واضح انهم اصحابهم اوي ، علي سيرة الجواز سألت نانسي هايدي عن العريس اللي جالها عملت معاه ايه؟
هايدي: رفضته طبعا لأنه تافه و انت عارفه يا نانسي انا soo deep
صدقت علي كلامها وانا اؤكد لنفسي انه اكيد طلع ما عندوش variety و إذ بنانسي تصرخ
: هايدي خللي بالك في ولد بيعدي الشارع ، و إذ بهايدي تدوس فرامل و إذ بالمارة في الشارع (يتلموا) و إذ بهم يقولون : ياعني كده كنتي حتموتي الواد و إذ بي بقول (إذ) كتير جدا و هايدي تتأسف ببلاغة كعادتها لتفحمهم قائلة: سوري و اضافت : سوري اوي و انطلقت السيارة مبتعدة وقد حررتني الفرامل منها لأجد نفسي في الشارع احمد الله ان طلع في الدنيا variety خلت الواد يعيش و...للحديث بقية. اختكم كيسة نايلو

حتي ترسو بك طيارة القدر علي الطريق برجاء ربط الاحزمة و الامتناع عن التدخين


ثانوية عامة، فاكرها؟ مرحلة القرارات الكبري، الكل فاكر أنها كانت مرحلة اختيار الجامعة أو ال career و خلاص ، بس الحكاية كانت أكبر من كدة بكتير ، أنت بده كنت بتختار معارفك و اصحابك ويمكن كمان شريك حياتك، فكر في كل الناس اللي تعرفهم دلوقت اللي كان ممكن ما تشوفهمش ولا تقابلهم لو ما كنتش دخلت المكان الفلاني، و سواء كنت من الناس اللي كانت عارفة هي عايزة ايه بالظبط ، أو من الناس اللي قررت (ود قرار برضه ) تسيب الموضوع لغيرها، ففي كل الأحوال وقع تصرفاتك علي مجري حياتك في الفترة دي كان كبير جدا، مش ملاحظ أن الموضوع دلوقت اختلف؟ مش ملاحظ أن كتير جدا القدر بيتدخل لإحداث تغييرات مصيرية في حياتك دون أن تكون مبررة بخطة وضعتها أو تصرف قمت بيه سواء كان صح أو غلط؟ زميلة قابلتني النهاردة الصبح قالتلي كلمة لفتت نظري اوي ، قالت: ما انت عارفة ما فيش حاجة بقت فارقة اوي، مش زي زمان. مش ملاحظ ان الفترة دي في حياتنا احنا فيها مسييرين اكتر ما إحنا مخيرين ؟ما باقتش تفرق أوي مدى إدراكنا لظروفنا و المجهود اللي بنبذله في موضوع معين لأن في الأغلب بتلاقي الدنيا مودياك سكة تانية خاااالص و قفلتلك الحكاية اللي أنت كنت فاكرها متظبتة علي الآخر، سألت نفسك ليه و اشمعنا الفترة دي ،اشمعنا دلوقت كل ما نحط خطة يطلع لنا حاجة تبوظ كل حاجة و نرجع من تاني نحطها حتة حتة، حاجة كدة زي مونولوج (انا أركب دقن، و أروح لأبوكي ) بتاع محمد نجم ، نفضل نكلم نفسنا و نكلم بعض، طب ايه اللي حصل ؟ايه اللي وقع الدقن؟ دا انا كنت مثبته كويس!و الله كنت مثبته كويس.وعشان تتجن اكتر تلاقي ما حدش عارف ليه و في نفس الوقت أغلب الفرص و الأحداث بتحصل كدة فجأة من غير تفكير عميق ، إما بعد قرار سريع طلع في دماغك مرة واحدة و إما الصدفة و ضعتة في طريقك بدون مناسبة، طب دا إحنا لما كنا عيال و مراهقين كان الموضوع في ايدينا أكتر من كدة ، تيجي الحياة دلوقت و تقعدنا علي جنب و تفرجنا علي اللي بتعمله فينا ؟ يا تري احنا خرفنا و بقينا نستاهل يتحجر علينا؟ بس معقولة يعني الجيل كله خرف ؟ معقولة الجيل كله مش عارف يمشي حياته صح و كان حيلبس في الاتوبيس اللي قدامه لولا انها اخدت منه الدركسيون؟ طب دا إحنا حتي جيل الزمن الجميل، جيل (غنوة و حدوتة ) و (مازينجر) ده لو علي كدة بقي الجيل اللي طالع دة الحياة حتعامله إزاي؟ دول من طريقتهم كدة شكلهم عشان يختاروا جامعة حيعملوا toss ( حقنا طبعا نتريق عليهم ، إشمعنا اهالينا هارونا ؟ ما احنا اكيد احسن منهم زي ما اهالينا احسن منا و عبد الحليم احسن من الرباعي مش ده اللي ربونا عليه؟) علي العموم يا جماعة انا وصلت للحل و باعلنه لكم علي الملأ: عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة ، السيد اللي فارش الجرنال و بيأكل عليه بعد صباح الخير و بالهنا و الشفا: احنا دلوقت علي الauto pilot الدنيا بتلف بينا تحت سيطرة القدر شوية لحد ما تحطنا علي الطريق المرسوم لنا ، هي سابت لنا تحديد الاتجاهات الرئيسية في الأول بعد كدة دخلت عشان تحدد فين و ليه وإزاي أو حتي تلف بينا و ترجع لطريق مختلف تماما لو حست إن الطريق الاساسي اللي كنا مختارينه كان فاشل من الأول و مش مناسب لينا،, و يمكن للدور اللي مكتوب لنا نأديه أو اللي حنعرف نأديه ، عشان بعد ما تحطنا علي الطريق و تكون ملأت لنا بطاقة الحياة بتاعتنا بالبيانات اللي في سجل القدر للمواليد القدامى فرع القاهرة الكبري ، ترجع من تاني و تسلم لنا طيارة حياتنا و لحد ما ده يحصل برجاء ربط الأحزمة و الامتناع عن التدخين و شكرا .

فتحت دماغ البنات و الشباب و دخلت ، تحبوا تعرفوا لقيت ايه؟ اتفضلوا الباب مفتوح



سألت نفسي سؤال قررت اجاوبه، ايه السبب الرئيسي ورا كل مشاكلنا العاطفية ، أو بمعني اصح ايه الحاجة اللي لو كانت معانا محدش فينا ممكن ينجرح أو علي الاقل نسبة الجراح حتقل اوي ، صحيح الموضوع ده لو حصل ناس كتير بتسترزق من ورا المجروحين حيتخرب بيتهم ، زي بتوع 0900و اسامة منير و تامر حسني بس علي رأي هنيدي التعبان بيرزق في الشجرة ، و عشان كدة قررت اجاوب علي السؤال ده ، لقيت ان المشاكل العاطفية مبتخرجش برة تلت مشاكل تقريبا : اما حد حب و اتخدع في اللي حبه ، او حب من طرف واحد او اكتشف بعد فترة انه كان فاهم الانسان ده غلط فالحب انتهي ، طبعا انا هنا بتكلم عن المشاكل اللي لينا يد فيها يعني المآسي القدرية دي نصيب زي اللي حب حد و مات او اهله اجبروه علي جوازة تانية الي آخره ، المهم ، لقيت ان لو كل واحد فينا فتح دماغ التاني (نظريا يعني ) و قرأ افكاره حيجنب نفسه حاجات كتيرة اوي ، لو قدرنا نعرف الجنس الآخر بيفكر ازاي حنتجنب مشاكل كتير و نحطم مفاهيم كتيرة غلط كانت عندنا و بكدة حنعرف نوصل المعني اللي احنا عايزينه و نفهم الطرف التاني عايز يقول ايه بكلامه ، و عشان كدة نزلت الجامعة و عملت استفتاء للبنات و الولاد و جاوب عليهم اكتر من 100 بنت وولد من اعمار تتراوح ما بين 18-30 كمان خليت مجموعة من البنات تجاوب استفتاء الشباب علي اساس هما متوقعين اجاباتهم حتكون ايه و عملت كدة كمان مع الشباب ، تعالوا اقول لكم ايه اللي حصل

الشاب في دماغه ايه :
سألت الشباب عشرين سؤال حعرض عليكم نتائج الأغلبية
،1- 55% من الشباب يجدون صفة الرقة هي اكتر صفة لا تقاوم في البنت و جه بعدها في الترتيب خفة الظل ثم الجمال (بس النسبة كانت متقاربة ) البنات بقه توقعوا ان اكتر صفة بتجذب الرجل لهم الجمال الخارجي و اتضح (حسب كلام الرجال ) ان ده مش صحيح
،2- لما سألتهم لو اعجبت بفتاة حتتصرف معاها ازاي 50% قالوحكون علي راحتي و انا بتكلم معاها و اتكلم بحرية 33% قالوا حاضرب لخمة اما بقي التابوو اللي عند بعض البنات انك لما تلاقي واحد متجنبك يبقي معجب بيكي و مكسوف فده طلع غلط خاااالص و الحمد لله اغلب البنات طلعوا فاهمين النقطة دي صح
3- اي بنت بتقول لواحدة صاحبيتها انا معجبة بفلان و مش عارفة هو بيحبني و لا لأ ، اول حاجة صاحبيتها بتسألها: معاملته معاكي مختلفة ؟ و الحقيقة اني لما سألت الرجال معاملتكم مع واحدة بتحبوها حتبقي زي الباقي كانت الأجابة حكون مرتاح معاها اكتر بس نسبة كبيرة برضه قالت مفيش فرق يعني النقطة دي بلاش نعتمد عليها اوي
4- النصيحة التانية اللي الصديقة بتوجها في الحالة دي هي ، ما تحاولي توضحيله اعجابك بيه علي خفيف و تشوفي رد فعله و بتكون البنت متوقعة ان الولد لو مبيحبهاش حيتجنبها أو معاملته حتتغير معاها بس الحقيقة ان 47% قالوا لن اغير معاملتي معها و 22% قالوا حدي نفسي فرصة احبها و ده اللي البنات توقعوا ات اغلب الولاد حيقولوهو هنا احذر لو بتحبي واحد مبيحبكيش شيلي الموضوع من دماغك احسن و متتوقعيش ان ده حيحصل و اقل نسبة اللي قالت اتجنبها
5- السبب الرئيسي في أن الشباب اللي سألتهم لسه عزاب كان عدم مقابلة الفتاة المناسبة بس البنات بقة كانوا فاكرين السبب الرئيسي قلة الفلوس و ده اللي بيخليهم يستغربو ا اوي لما يلاقوا شاب مقتدر و سنه كبر من غير زواج و يظنوا ان اكيد الموضوع وراه مصيبة
6- من هنا يبدأ صباح التناقدات : لما سألأتهم لما تحبوا بنت حتقولو ايه الأغلبية قالوا ولا حاجة !!!!!! و اللي اتكرم و نطق قال انا معجب بيكي اما كلمة انا بحبك فهي آخر حاجة خطرت علي بالهم
7- و الأغرب انه مش عايز يتكلم بس يفضل انه يبح بمشاعره اولا
8- السؤال اللي حيصدم كل بنت دلوقتي : هل يمكن ان تحب فتاة لا تعد رقيقة و إن كانت ليست خشنة الطباع ؟ و الاجابة كانت لا
9- السؤال اللي حيفاجئ كل فتاة : ايه رأيك في البنت اللي تقولك انا بحبك و الاجابة : جريئة و احترم صراحتها و اقل الاجابات كانت و قحة بنسبة لا تتعدي 11% بالرغم من أن البنات كانوا فاكرين هو ده رد الاغلبية
10- مفاجأة اخري للبنات : الرجل يفضل المرأة قوية الشخصية و الصريحة يعني خليكي حقيقية و بلاش الحركات بتاعة الغموض سر جمال المرأة و الكلام الفاضي ده
11- السؤال اللي ما فيش حد سألتهوله الا و قال عليه غلس : ايهما اسوأ السمنة ام الوجه الدميم و الجميع اختاروا الوجه الدميم لأن السمنة بتتعالج و كانةا دايما بيقولوا الاتنين العن من بعض
12- السؤال ده اجابته تهم بنات كتير و انا شخصيا واحدة منهم : في بنات كتير تلقائية في تصرفاتها و بتتعامل ببساطة من غير تحفظ و السؤال كان : لو بنت تراها للمرة الاولي تعاملة معاك كدة حيكون رأيك ايه ؟ انها لطيفة و لا متحررة و لا تلمح لأمر ما و الحمد لله اغلب الشباب فسروا ده علي انه مجرد لطف ( مش جنان من اللطافة يعني)
13- السؤال ده برضوا يهم ناس كتير : بنات كتير بتستخدم كلمة انت زي اخويا ( و انا برضه من ضمنهم ) فهل تظن انها تعني : انت مجرد صديق – انت مثل اخي – ماذا امثل بالنسبة لك ؟ و كانت اجابة الرجال : انت لا تعني لي اكثر من صديق و السؤال ده انا حاطاه مخصوص عشان ال 13% اللي افتكروا انها بكدة عايزة تعرف هي بتمثل لهم ايه : يا جماعة مفيش بنت معجبة بولد حتقوله انت زي اخويا و لو في بنت قالتلكم كدة يبقي اما انها خايفة يوصلكم معني من كلامها هي مش قاصداه و انت فعلا زي اخوها او انها فهمت مشاعرك و حبت توضحلك من البداية انك مجرد صديق
14- 66% من الرجال يفضلون التعبير عن مشاعرههم من خلال التلميح و انا بوجهلهم نصيحة : مفيش داعي للكلام اللي يحتمل معنيين لو عندك حاجة عايز تقولها قولها أو اسكت و طالما عايز شريكة حياتك صريحة لازم انت كمان تكون صريح
15- مفاجأة للبعض : الرجل يفضل المرأة العاملة !!!
16- السؤال ده الهمني بيه المشهد العظيم بتاع مسرحية ريا و سكينة لما عبد العال قال لسكينة : يعني اللي انت رايداه و عايزة تتجوزيه اسمه عبد العال علي اسمي ، سألت الرجل : ايه الحاجة اللي لو البنت عملتها تأكدلك انها بتحبك و كانت الاجابة الأكثر شيوعا هي الاهتمام بأموري الشخصية و التصريح المباشر
17- اهم المواصفات اللي الرجل بيحلم بيها في شريكة حياته كانت التدين و يأتي بعدها الجمل و الذكاء

البنت في دماغها ايه :
1- البنات قالوا ان اكتر صفة جذابة في الرجل خفة ظله و الشباب كانوا فاكرينهم حيقولوا فلوسه و علي فكرة الاجابة دي اخذت اقل نسبة بالرغم من اني وزعت الاستفتاء و لميته من غير ما اعرف ايجابات حد يعني اعتقد ان عنصر الصراحة كان موجود بشكل كبير
2- 60% من البنات بيشعروا بالاضطراب لما يتكلموا مع واحد معجبين بيه ، يعني لو لقيت البنت بتقول كلام تهبل او بتتلخبط و هي بتتكلم معاك ابشر اما لو كانت كلامها معاك تلقائي جدا يبقي انت مش في دماغها ده طبعا اذا كنت متعرفش طبيعة مشاعرها لأن البنت بتبقي حاسة انه باين عليها اوي فبتحاول تداري علي قد ما تقدر
3- البنات انقسموا علي نفسهم في التصرف مع واحد حبهم و هما ما حبهوش النص قال حتجنبه و النص قال اديله فرصة بس ده معناه ان البنت لو استشعرت ان في عندك مشاعر كدة كدة معاملتها حتتغير و حتقدر تعرف هي رافضة المبدأ و لا لأ
4- 77% من البنات متجوزوش عشان مش لاقيين الراجل المناسب و 77% برضه قالوا لما احب واحد مش حقوله حاجة يعني هي مش حتتكلم و هو مش ناوي يتكلم و موت يا حمار
5- 98% من البنات عايزين الرجل هو اللي يصرح بمشاعره الأول و يتجنبون وضوح مشاعرهم للطرف الآخر قدر الامكان و ده في رأيي يفسره اعتقاد اغلبيتهم ان الرجل يظن الفتاة التي تصرح له بمشاعرها وقحة
6- 98% من البنات عايزين الراجل قوي الشخصية و الصريح ولهم نفس رأي الرجال في موضوع السمنة و الوجه الدميم
7- البنت رأيها في الراجل اللي بيتعامل معها بلطف من اول مرة يشوفها انه لطيف ، يعني ما تخافش تتكلم مع واحدة زميلتك مثلا بلطف لتفتكرك بتعاكسها اقل من 2% بس اللي كان رأيهم كدة
8- يا جماعة البنت لما بتقول انت زي اخويا بيبقي قصدها انت زي اخويا ( ده رأي البنات ) و بنسبة اقل قليلا قالوا انت مجرد صديق اما موضوع انا ايه بالنسبالك ده فغلط جدا جدا
9- البنات يفضلون ان تصرح بمشاعرك مباشرة و عايزين شريك حياتهم يسمح لهم بالعمل
10 – اما عن سؤالهم ايه اللي يأكدلك ان فلان بيحبك فقالوا لما يجي يقولي انا بحبك و يتقدم رسمي و لم تختلف بنت واحدة علي الرأي ده
11- اكتر كلمتين اتكرروا بين البنات في صفات شريك حياتهم انه يكون بار بأهله و مناسب اما الصفة الشكلية الرئيسية فكانت طويل و لا عزاء للقصيريين
و علي فكرة البنات خمنوا 8 اجابات فقط من عشرين صح لما سألتهم تفتكروا الراجل حيقول هنا ايه و الولاد خمنوا 9 من عشريين يعني المشكلة الاساسية اننا فاهمين بعض غلط
اما بقي لو عايزين رأيي الشخصي في الموضوع فالحل الأمثل انك تبقي صادق مع نفسك و مع الآخريين يعني تبقي عارف بالظبط انت عايز ايه و مش عايز ايه و متحاولش تكدب علب روحك عشان تضفي علي نفسك مثالية مش فيك و تتسبب في ايذاء الغير لما تكتشف عدم قدرتك علي التكيف بعد كده ، متحاولش تجمل صورتك قدام الناس لو شايف فيك صفة مش عاجباك حاول جاهدا تغيرها مش تمثل انها مش فيك و اوعي تغير صفة فيك لمجرد انها مش عاجبة الناس و انت راضي عنها ، حدد ما بينك و بين نفسك موقفك من كل انسان قدامك ووضحله مركزة في حياتك بالظبط عشان ما تندمش علي حد كان مهم انت ما وريتوش ده او حد وريته اكبر من حقيقة مشاعرك تجاهه فجرحته او ضللته بدون قصد ، ستظل الصراحة الفضيلة المحببة بالنسبة لي و تثبت في كل مشكلة انها الحل ، و اخيرا اقول لو كل واحد اتقي الله في تصرفاته حنرتاح كلنا بنين و بنات

يوميات كيس في ايد شاب مطحون الدنيا مدياله قفاها و مورياله الوش الخشمونيوم


تفرق البشر من حولي بعد أن اطمأنوا علي الولد، لحظات ووجدت ارجل المارة تتقاذفني حتي وصلت الرصيف. علي الرصيف ، لمحت ذلك الحذاء الأبيض وعليه علامة و فوقها نقطة، علامة الكوتشي المضروب إياه أبو خمسين جنيه، كان الفتي في إنتظار احدهم و قد جائت نسمة هواء رفعتني قليلا حتي استطعت أن اري الجسد الذي ينتمي إليه الحذاء، بنطلون جينز وفوقه تي شيرت addidos ثم وجه غير حليق و الشعر الغجري المجلول ( عليه جل يعني) مش مسافر في اي حتة . لحظات و جاء صديقه و كان لا يقل عنه رقيا ،
الصديق:جري إيه يا هيثم ، انت كل مرة كتة تيجي بدري و تأطمني و حوارات؟ مينفعش كتة يا معلم!
هيثم: بس يا عمتسة ( تبيئ لأسم عماد) احسن الدنيا مقفولة في وشي علي الاخر اليومين دول يا جتع
عماد: ليه بس كته؟ وحياة ابو عمر يا شيخ لتروق
هيثم: ابو عمر مين؟
عماد: يا عم أي واحد اسمه عمر و غالي عليك
هيثم: و النبي يا عماد انت رايق و انا الدنيا حطاني في دماغها و مورياني قفاها و مش ناقص
عماد: طب ما تديها علي قفاها يمكن تتعدل و تبصلك إن شا الله حتي عشان تهزأك علي الأكل تلبسلك حتة توكيل بدل الكوتشي أبو حسنة اللي أنت لابسه ده.
هيثم: أديني رايح اشوف شغلانة و مين عارف مش يمكن يتأتة مالخيار أتة
عماد: يا عم سيبك أنت بس من الأتة و الخيار و طبق السلطة اللي أنت واقع فيه ده و انت تبقة عال العال
هيثم: مانا لما ضحكت للدنيا الناس (لاموني)
عماد: طب يا عم الظريف و الشغلانة دي فين؟
هيثم: في عيادة دكتور (سوكورتير)
عماد: يعني ايه؟
هيثم: يعني احجز مواعيد ، اخذ الكشف
عماد: طب و ايه علاكة ده بمعهد اللاسلكي اللي أنت متخرج منه
هيثم: أكمنك يعني متخرج من معهد تعاون و شغال في بلزينة؟ معلش مش كل واحد بيلاقي شغلانة في تخصصه ده إن لقي اصلا ، طب ده فيه محامي كان هيموت علي الشغلانة دي و انا دافع فيها خلو للتومرجي عشان يطفشه، احنا يابني أهالينا خلفونا عشان أهالي الناس التانية يقولولهم احمدوا ربنا كان زمانكم زيهم
عماد: الللللله مال لونك قلب حزايني كدة يا فسواني روق كدة و خد لك لبانة طفي فيها نارك
هيثم: لبانة ايه بس ؟ انت بتكلم شوقية معاكش سوجارة؟
عماد : انا اصلا مش لاقي اخش الحمام ، عايز اللبانة ولا لأ ؟
هيثم: هات يا عم
لحظات و احتقن وجه هيثم عند مرأى شاب صغير يخرجونه من سيارة فارهة ميت
هيثم: آه يا دنيا يا غدارة ياللي مالكيش عزيز ( اتفوووووه عليكي) و هنا انطلقت اللبانة كقذيفة أرض أرض لتلتصق بوجهي ، و حتي تزيد الطينة بلة خطي هيثم فوقي عشان يقرفني و يمرمتني وراه ، و اعرف ان مصيرنا في الدنيا المرمتة خصوصا لو كنت كيس بلاستك زيي

س: ليه الدنيا بتتعامل معانع علي انها محمود المليجي و احنا فريد شوقي ؟ج:بيكأرسةتيرأوسقيوأتسحيلأيس


بصيت علي العنوان الملعبك ده؟ يا تري سألت نفسك هي ليه كل حاجة في حياتنا بقت طلاسم؟ ليه كل حاجة بقت صعبة كدة؟ صعب تحب و تتحب، صعب تلاقي شغلانة كويسة، صعب تحقق احلامك. هي ليه الدنيا مقفولة في وشنا أوي كدة؟ ليه بتتعامل معانا علي أساس أن هي محمود المليجي و احنا فريد شوقي؟ ليه كل ما نحس إنها هتضحكلنا تبكينا؟ يا تري مرت عليك ايام زيي خفت فيها تحلم؟ يا تري حسيت إن الأسلم إنك ما تحلمش؟ يا ترى ضحكت علي محمد منير لما قال ( لو بطلنا نحلم نموت) لما حلمت و الحلم موتك؟ بس خليني اسألك و رد عليا بصراحة، بذمتك يا شيخ هي صحيح مقفولة أوي كدة ولا احنا بنبالغ شوية؟ ( يا راجل !!!!) طب هات كدة ورقة و قلم وانا هستناك علي أول السطر اللي جاي.
ها، جبتهم؟ يا عم روح هاتهم و بطل كسل! خلاص؟ إرسم بقى يا سيدي الباب المقفول أوي ده زي ما انت شايفة تمام. خلاص؟ قل لي بقة ، يا ترى مقفول بالمفتاح ولا نسيت تعمل الحركة دي؟ لو مش مقفول ما تفتح الأكرة يا اخي اما انت صحيح كسول جدا، لو كنت بقى غامق شوية و قفلت بالمفتاح ما تحاول تفتحة ببنسة؟!!( انا مستعدة اعلمك) اما بقى لو كنت كحلي و حطيت علي الباب قفل، اكسره يا أخي ، هي الحياة إيه غير تحدي و شوية حاجات فوق بعض؟ ممكن جدا تكون حطيت عليه قنبلة هتنفجر في وش اللي يلمس الباب ، ساعتها بقى إسمحلي اقولك أنت راجل كداب و لو بنت ف إمعانا في غيظك اقولك برضه إنتِ راجل كداب، عارفين ليه؟ أولا: لإنها لو كانت سودة اوي كدة ما كنتش هتبقى فايق تقرا جرنال، ما بالك بضربة شمس و كمان مقال مهيَس زي ده عنوانه لواحده خانقة، ثانيا: لو هي وحشة أوي كده ما كانتش حطت في طريقك مقال زي ده يحاول يواجهك بالحقيقة بدل ما تعيش فيلم ( ظلموني الحبايب و النبي يام حسن) و بعدين تعالى هنا يا أخي، بذمتك مفيش حد ضحك في وشك النهاردة ولا قالك صباح الخير ؟ ( ياللا يا كداب) .
عارف ايه مشكلتنا؟ إن احنا اللي بنحط الطلاسم دي في حياتنا ، كنا فاهمين الحياة سهلة و ده تخلف متعمد ، رغم كل الناس اللي دايما كانوا بيقولولنا إوعي تفتكر الحياة سهلة، بس احنا بغرورنا المعتاد افتكرنا إن كل دول مش فاهمين حاجة و احنا بقى اللي ما جابيتناش ولادة و حنجيب التايهة!! ( اصل الحاجات دي بتحصل للناس التانيين مش لينا) .
كلنا عارفين إن الموت جاي جاي و بالرغم من كدة كل يوم بيفاجئنا ، تخلف ده ولا لا؟ و بعدين مين قال إن الحياة كانت حتبقي احلي لو سهلة؟إذا كان اكتر ناس بتنتحر اللي ما عندهمش مشاكل و كلمة ملل تلقاها ورا كل مصيبة كبيرة و بعدين، إللي خلى أنت نفسك اللي شدك للمقال ده إن عنوانه طلاسم؟ بس هو مش طلاسم ولا حاجة. مشكلة عنواني هي نفس مشكلتي و مشكلتك، اليأس عقده، شيل كل (ي أ س ) منه و إنت تعرف .

طريقة عمل لحظة مسروقة من الزمن المقادير: نظارة شمس- بنطلون جينز و جاكيت له cap طريقة التحضير: انظر المقالة


مخنوق مش كدة؟ انا كمان مخنوقة، بس ما تيجي نبعد عن الجو ده شوية؟ غمض عينك ووقف مخك عن التفكير، لو تقدر تعملها بنفسك اعملها ، و لو محتاجة وسيلة مساعدة من أول القرفة لحد المهدئ( بلاش ابعد من كدة) خدها، اقعد في حتة شمس بعيدة عن كل الناس، اللي تعرفهم عشان متشغلكش مشاكلهم، و اللي ما تعرفهمش عشان فضولك ما يحركش تفكيرك، غمض عنيك عشان تنسي حتي المكان اللي انت فيه، بتفاصيله و حكاياته، ساعتها، مش حتفرق لو كنت في يخت قدام جزيرة من جزر الكاريبي و لا علي سطوح بيتكم، نفس عوامل الاسترخاء موجودة، الشمس و الهوا. الشمس بدفئها و حنانها ، وخداك في حضنها ، حضن اكيد اكبر من اي حضن ضاع منك أو حرمك من حنانه و حبه ، حضن مساع الدنيا كلها، ساع قبلك كتير و لسه حيساع من بعدك، عطاء عمره ما توقف أو انتظر رد جميل أو صادف غير الجحود من البشر. ساعتها يمكن تطمنك و تنسيك، و تحس إنك طفل في مهد، الدنيا مسئولة عنه و هو مش مسئول عن حد، يمكن كمان تفكرك ، بالوحدة و الألم اللي انت فيه و اللي حيزيدوا بالليل لما تودعك، و حنانها يدفعك للبكا ، ساعتها حتيجي نسمة هوا حنينة و تطبطب عليك، و مش بعيد تشتد و إن حصل، قوم لها و أقف و افتح دراعاتك علي مصراعيك ، خليك مغمض، اوعي تفتح عنيك، ل تشوف الدنيا من حواليك، حتحس انك طاير بعيد عن كل لناس اللي مضايقينك و القيود اللي معجزة ايديك، لحظات سرقتها من الزمن ، ضحكت عليه زي ما ياما ضحك هو عليك.
نظارة شمس، بنطلون جينز و جاكيت له كاب،و بحر، تخفي ملامحك عن كل الناس، محدش عارف انت ولد ولا بنت ، نظارتك و كأنها محطوطة علي عيون كل اللي يعرفك، محدش ملاجظك، امتزجت مع الصورة و اصبحت مجرد جزء من خلفية لوحة الدنيا الكبيرة، روح للبحر لوحدك، ابعد عن كل الناس، اوعي تعمل زي كل اللي جم هنا قبلك، أوعي تشكيله همك، اسمع منه مين جه قبلك، حاول تخمن مين جاي بعدك، اضحك علي موجه و هو بيتسابق مستعجل اوي علي النهاية، اسمع صوت ارتطامه بصخرة تعلن موته ، اشرب حكمته في قطرات ميته اللي جت علي وشك ، يمكن تطمنك ، و تحس بإنك طفل في مهد، الدنيا مسئولة عنه و هو مش مسئول عن حد، يمكن كمان يفكرك بنهايتك فتبكيك، ساعتها حتيجي نسمة هوا حنينة و تطبطب عليك ، و مش بعيد تشتد و إن حصل، قوم لها و أقف و افتح دراعاتك علي مصراعيك، خليك مغمض اوعي تفتح عنيك لتشوف الدنيا من حواليك، مش يمكن بتكون احلي واحنا مغمضين و ترجع تاني لحالها بسرعة لما نفتح؟ مين يضمن لنا إن مش هو ده اللي بيحصل؟ تخيل انها دلوقت اتغيرت، المنظر اللي كان مش عاجبك اختفي ، و انت واقف هناك اهه، شايف نفسك ؟ معاك الحب اللي طول عمرك بتتمناه ، بتودعه وداع مؤقت عشان رايح الوظيفة اللي كانت عندك حلم حياة ، حبيت تطير اعلي و اعلي ، قربت من نسمة البحر اكتر ، حسيت ببرودة ، في الأول افتكرتها برودة الارتفاع ، بعدها حسيت بالبلل، خانتك عزيمتك و فتحت عنيك ، لقيت نفسك في وسط البحر و المية من حواليك ، قربت تغرق

إلي كل فيتاة حتموت علي الجواز أقول: كل واحد يخلي باله من اكسجينه


إذا كان بين محيط الأولاد كل بنت تجزم أنها لاتريد الزواج و اصلها مش فاضية و مش حاطة الموضوع في دماغها ، احب اعرفك عزيزي الشاب إن كل ده هجس ، أغلب البنات بيفكروا كدة، بس بيقولوا ده قدام بعض وبس، ولما لقيت الموضوع متأزم معاهم فعلا سألت نفسي ، هم عايزين يتجوزوا ليه ؟ خصوصا إني لاحظت إن الجواز عندهم زفة و شبكة وكلام اهبل يتقال وقت الخطوبة غالبا من ورا القلب و تمثيل دور المحبين و حمايا قال و حماتي عملت ، يعني من الآخر يعيشوا فيلم مش واقع ، طب ما تروحوا تشتغلوا ممثلين احسن طالما الحكاية ما فرقتش كتير عن لما كنا بنلبس العروسة الباربي فستان فرح ونعملها زفة زمان؟ يعني السبب انهم( اشاسا) مش فاهمين يعني ايه جواز ولك عزيزتي المستمعة اوضح: بس الأول أوضحلك الفرق بين اللي انت فهماه و الواقع عشان هدفي في الآخر انك بعد ما تخلصي المقال تقولي (انا هبلة) ده طبعا إذا ما قولتيش البنت دي منفسنة و تطلبيلي مستشفي المجانين ساعتها حتعرفي اني محجوزة هناك وبابعت مقالاتي لخالد كساب مع الممرض بتاع جلسات الكهرباء . هبدأ من الأول فارسك الجميل شافك أغمن عليه علي طول لأنك (شلولخ علي الآخر) و راح لباباكي و معاه باباه وقال الاسطوانة اياها بتاعت الايد اللي طالبينها وابوكي يطلب شقة وشبكة عشان عايز يأمن مستقبل بنته و بعدين لما يشوف قد ايه عريسك هو كمان شلولخ يتنازل شوية عشان هو بيشتري راجل و تتقري فتحتك و تشتري جهازك و تتخطبي و تتجوزي و جوزي راح، جوزي جه ، و العش السعيد و الولاد يملوا حياتك خلاص ؟، ده الوهم ، عزيزتي المعزة اليك الحقيقة اللي حتعرفك انت ليه معزة، الفلرس اللي حاشي كل ضروسه و بضب زهق من وحدته و عايز يقول لصحابه ( انا قلت لمراتي كذا ) و يخلف عيال إذ ربما يبقي في يوم حاجة و يسمعهم بيقولوا انتم مش عارفين احنا ولاد مين؟ شاف فيكي حاجة (لأن ساعة القدر يعمي البصر) راح و معاه ابوه يطلبه ايدك، ابوكي ما صدق وقال شيلها كلها ( حماكي حب يعرف الليلة دي تخشلها في كام ) بكلمة احنا مستعدين لكل اللي تطلبوه ، ابوكي (خاف البيعة تبوظ ) فقال له احنا بنشتري راجل حاجة كدة زي (بكام دي؟ ببلاش عشان خاطرك) والفرح عملوه من سعادتهم انهم خلصوا منكم اما انت بقي يا حلوة فاتباعتي كلك ، ايام ما كنت في بيت ابوكي مهما كانت ظروفك او هو حنين ولا قاسي فأكيد علي الأقل كنت حرة في تلت حاجات، وقتك أو علي الأقل جزء منه و أكلك اللي انت بتاكليه و جسمك يستفيد منه و اكسجينك اللي بتتنفسيه ، اما بعد الجواز اصبح كل ده ملك جوزك و أولادك وقتك ليهم فكرك معاهم ده حتي اكلك و نفسك بيمصوا ابنك من دمك وأنت حامل فيه و مش من حقك توقفي النفس أو تاكلي علي مزاجك أو حتي تستفيدي بية زي كل خلق الله ، يعني استفادوا بكل حاجة فيكي طب دة المعزة اللي زعلتي لما شبهتك بيها ما بيعرفوش يعملوا معاها كدة و كمانالناس اللي اتجوزوا ذات نسيهم بيسموه شر ولابد منه يبقي نستعجل ليه بقي؟ و انت في كل دة ،و هو مستفيد علي الاخر حتي الأولاد مكتوبين بأسمه ، طبعا حتقوليلي ازاي بس يا معقدة ده الزوج شعور بالأمان ( اهي الجملة دي بالذات بتفرسني ) زي ما تكوني في صحرا وواحد من المطاريد مرفعك بمطوة مش في بيت امك و أبوكي اللي أكيد فهمهم للحياة اعمق و اكبر من الشاب اللي في الأغلب تافه أو علي أقل تقدير مش فاهم الحياة زيك بالظبط ، حتقولي بقي سنة الحياة و فرد الحياة و طبيعة البشر حفكرك أن هدف المقال مش الدعوة ضد الجواز انا هدفي انك تعترفي انك هبلة في استعجالك ، يا بنتي لكل أجل كتاب و ده اسمه كتب كتاب و لحد ما اجلك يجيلك ، استمتعي بوقتك و اكلك و اكسجينك قبل ما ييجوا الي ياخدوه ، صحيح حتكوني مبسوطة ساعتها ( ده كلام امهاتنا ،الله اعلم) بس استمتعي بالفترة دي قبل ما يدبسوكي عن قريب إن شاء الله و كل واحد ياخد باله من اكسجينه

تقابل قد ما تقابل و تعرف قد ما تعرف ملكش غير نفسك لذلك لا تنساها


ضربة قدم في رحم رجت الدنيا من حواليك، و ده كان أول إعلان بتعلن بيه نفسك عن وجودها ، أول ما عرفت بوجودك التفت، اكتشفت إنك لوحدك، ملاكش غيرها ( نفسك يعني) حبيتها أوي و عشت ليها و عشانها، أكلت و اتنفست و ائتنست بيها، لحد ما جت اللحظة اللي وجدت فيها انك محاط بناس كتيرة أوي شبه نفسك، بتوعدك و تكلمك و تدلعك و تديك لبن، هدايا ، لعب، أصبح عندك variety كبيرة من البشر تختار منهم ، ناس حبيتهم أوي و ناس كرهتهم أوي، حبيت تانت اللي كل ما تشوفك تديك شيكولاتة و كرهت ابنها الغلس اللي كل مرة يخطفها منك ، حبيت امك و عيلتك و في وسط كل دول نسيت نفسك اللي صحيح دايما معاك بس لا عمرها كلمتك ولا اديتك ولا وعدتك ، فضلت تتفرج عليهم و عليك و اختارت تكون في الظل مادام اتشغلت بغيرها عنها ، فضلت تصبر،و مر وقت أكتر، و بدأت الناس تتغير، حتي امك حرمتك لبنها و بدأت تنشغل عنك ، قالتلك انت دلوقتي تقدر تعتمد علي نفسك و هي متعرفش انها بسببهم اصبحت غريبة عنك و اكتشفت إن الناس زي ما اعتطك حرمتك ، زي ما وعدتك جرحتك و انفضوا من حواليك واحد ورا التاني و الغريب أنك بدل ما تكرههم كرهت نفسك، قعدت مستني حد غيرهم يدخل حياتك، يعوض اللي اتحرمت منهم غصب عنك و عنهم أو اللي خانوك و باعوك،بس اكتشفت انك لوحدك، التفت لقيتها جنبك _ نفسك_ لمتها علي اللي حصل لك و بعد كدة حنيت لها من جديد و بدأت تصعب عليك وقبل ما ترجع علاقتك بيها زي الأول ، دخلت المدرسة و وجدت ناس جديدة من حواليك و دايرة الاختيار وسعت أكتر و أكتر ، ناس حسسوك انهم احسن من اللي قبلهم و ناس عرفوك قيمة اللي قبلهم و رجع الناس من حواليك، ناس توعدك و ناس تعطيك و الجديد، ناس تمثل عليك ، اكتشفت انهم زي ما منحوك حرموك و زي ما وعدوك جرحوك ، خدعوك ، حاولت تستني ناس جديدة تغير حياتك و تعوضك , و لما اتأخروا رجعت من تاني لنفسك تلومها بعدين تحنلها وقبل ما ترجع علاقتك بيها زي الأول، ،دخلت الجامعة وبدأت تدور علي حب يكون جنبك ، كونت صداقات و أعداء نجحوا في انهم ينسوك نفسك حبيت و اعترفت لحبيبتك انك حبيتها اكتر من نفسك ، و هي سامعاك ( دي اللي هي نفسك) و بتقول في سرها و ايه الجديد في كدة ، حبيبتك صدمتك و اصحابك باعوك ووجدت نفسك من تاني لوحدك ،التفت من حواليك ملقيتش غير نفسك في الأول لمتها بعدين حنيت و صعبت عليك و قبل ما ترجع علاقتك بيها زي الأول اتخرجت و اشتغلت و كونت اسرة ، شغلك عنها مديرك اللي بيضرب فيك زنب و ابنك اللي عاوز جزمة جديدة، وجدت ناس كتير من حواليك، ناس منحتك و ناس و عدتك و الجديد ناس محتاجاك و مر الوقت و اللي اعطاك حرمك و اللي كان محتاج لك اتخلي عنك، ناس القدر حرمك منهم و ناس حرموك هما منهم ، حاولت ترجعهم أو تلاقي غيرهم بس المدة طولت و حسيت انك لوحدك و التفت لقيتها جنبك ( دي اللي هي نفسك ) بس كان في حاجة فيها اتغيرت يمكن ثورة و يمكن انكسار بس انت برضه لمتها في الأول و بعدين حنيت و صعبت عليك و قبل ما ترجع تاني تنساها ضربة قدم اخيرة رجت الدنيا من حواليك، تعلن بيها نفسك تمردها عليك و تسيبك للي ياما سيبتها و نسيتها عشانهم ، تسيبك عشان تكتشف إن هم كمان سابوك و نسيوك بعد ما دمعوا عليك دمعتين و تعرف إنك لأول مرة بجد لوحدك

وهك\ا قابلت ام ترتر و عرفت منها حكايتها مع انص و ام لاللو


وجدتها محلقة في السماء،مساحات سيارتي، رافعة دراعتها بتدعي علي البواب اللي بيحلف بيها كدليل ان الزجاج المشلفط ده ممسوح، عرفت انه يوم مش باين من اوله و اكدهالي الطريق المقفول و ال round اللي ضاع و اللي فات عليا ضرب غيابه و عشان تكمل ، نظرات الاسي في عيون كل منادي معلنا إن مافيش ركنة يا دكتورة ، قبل ان ابدا ادور علي دبان وشي عشان اتخانق معاه، جائني صوتها المجلجل : يا أنص ، متتأخرش، انا واقفة في الكشك لوحدي ،ثم رد من الأخ أنص لمحت فيه الافتتان: ما تخافيش يا أم ترتر، التفت كالملدوغة لا أصدق أن القدر قد وضعها في طريقي، و أن دخولي هذا الشارع الجانبي طلبا للركنة قد فتح امامي ابواب التاريخ علي مصرعيه ، انها هي ، هي : أم ترتر. حاولت الوصول لحنان الجوهري لأعلمها فمن حقها أن تشهد هذا الاكتشاف التاريخي خاصة و هي صاحبة الشرارة الاولي في هذا الكشف العظيم الذي لا يقل عن اكتشاف مقبرة نفرتاري، ركنت العربية صف تاني ، ثم توجهت للكشك ، ابتعت حاجة كدة ملهاش ملامح و تعمدت ألا اعطيها فكة حتي يطول الحديث بيننا حتي يذهب ترتر لبياع الجرائد (عشان يفك منه) سيدة بدينة هي، تري في ملامحها الطيبة و الجدعنة ، ست من اللي بميت راجل دول اللي تلاقي عندها تلاتين سنة و الهم مخليهم ستين، فتحتلي قلبها بسهولة شديدة ، مجرد صباح الفل يأم ترترو انطلقت في سلسلة من المديح و الدعاوي : ربنا يستر عرضك يا بنتي و ينجحك و تبقي داكتورة قد الدنيا ، علي مدار الاسبوع اللي فات تعودت أن اذهب اليها كل يوم اتبادل معها بعض الكلمات ، ابتاع البتاع ده اللي مش فاكرة هو ايه و اللي كل يوم ارميه في الشنطة و ماكلوش، اديها فلوس صحيحة ، ابنها يروح يفك ، فيتيح لي مزيد من اللحظات معها ، عرفت منها حكايتها بالكامل: انا كنت بنت ناس كويسسين، اخواتسي كسيبة و عندهم محيلات، بس انا بقة حبيت أنص، مستغربة ليه ، انتو فاكرين انته بس اللي بتحبوا ، تب دا انا و أنص ده كيسة حب كان لها العجب ، انا و انا صغيرة كات امي تاخذني و تروح عند أم لاللو و كنت باشوف أنص عندها، ما هو اصله ابن جوزها بس هي اللي مربياه، من يوم ما فتحت عيني علي الدنيا وانا مش شايفة غيره و الناس دايما تقول أنص لسوريا و سوريا لأنص (ما اصل اسمي الحقيقي سوريا)، غيرش بس الشيتان اللي دخل بين ام لاللو و أمي و خليتها وريتها اللالي ، بس بيل رغم مين كتة انا استمسكت بموكفي و رفت كل اللي اتقدمولي ، اخواتسي كانوا ليلاتي يخانئوني حتي بعد امي ما ماتت و انا اصلا يتيمة الاب بس في الآخر قولتلهم يا هو يا بلاش ، كلو عليا ورثي الله يسامحهم بقي بس انص باع حتتين السيغة بتوع امه لما ماتت رخرة و فتحنا الكشك دة و جبت دعاء و مني و ترتر، سألتها عن سبب أسم ترتر قالت لي: اصل الواد ابني ده لما اتولد كات عينة مش باينة من وشه،أد الترترة ، هو اسمه في البطاقة فرج بس انا طلعت عليه ترتر و من ساعتها وانا أم ترتر، عارفة يا بنتي، اهم حاجة في الدنيا انك تتجوزي اللي انت عايزاه ، مش بالغني و الفقر ، آه و الله ما تستغربيش ان انا اللي بقولك الكلام ده، شوقي اللي انت بتشوفيه هنا ده جوز دعاء الكبيرة، مشغلاه معايا هنا ، انا علمتهم كلهم بنات و صبيان ، دعاء و جوزها شغالين معايا هنا و جوز مني عملتله فارشة الجرايد اللي عالناصية و اضافت بتأفف، اصله براوي شوية بس ابن حلال و شايل بنتي في عنيه و ده المهم و انا يعني حاعوز منهم ايه يا بنتي؟ ايش تاخذ الريح مالبلاط ، اهو الواحد ساعد البت و الواد لحد ما وقفم علي رجليهم و ربك بيرزق و يسترها، شوقي ده بقة ابني اللي ماجبتهوش ، و الواد ترتر بيخاف منه و يعمله الف حساب ، اصل أنص بيدلعه علي الآخر، سألتها عن سبب مرواح الناس عندها قالت لي : زمان كات الناس بتروح عند ام لاللو اللي هي في نفس زات الوقت ام أنص و اللي أنص روحها ، بس اما ماتت و بنتها لاللو سافرت مع جوزها العراق بقوا بيجولي انا و إن ما لقونيش يروحوا لأنص ، سألتها طب هم بيروحولكم ليه اصلا :: نظرت لي في إشفاق من جهلي و قالت في اسي : ما هم لازم يروحوا يا بنتي زي ما كلنا رايحيين

يوميات كيس بلاستيك بيئة



ها أنا أخيرا أرى النور، أشعر بالهواء يداعب (حلوة يداعب دي) وداني بعد أن انزاح زميلي بثقله، داعبني (تاني؟) خيالي يمنيني بحياة الحرية و المغامرة. و ها أنا أراها، تذكرتي إلي الحرية ،قادمة تجاهي و الهواء بيهفهف و مطيَر لها الطرحة ، مرتدية الجيبة (الشينز) التي ما أن وقعت عليها عيناها عند الراجل بتاع ( الجِيَب ) حتى التفتت لصديقتها برقتها المعتادة هامسة ( حتى لا يسمعها البائع فيتعبها في الفصال) ( الجيبة دي جامتة!!) ، نظرت لبائع الفول في إزدراء ، رافعة انفها ( فهي ترى نفسها شافعة المنشرين شلولخ) لوحت بالجنيه و قالت : واحد فول وواحد طعمية. سحبني البائع من فوق الرف ووضع الساندويتشات بداخلي و اعطاني لها، و هكذا وجدت نفسي في حقيبة( نكلاء ) تخفيني عن أعين المدام صاحبة( المحيل ) التي طالما نهتها عن الأكل في (المحيل) ، و هناك رأيته ، بقرونه الذهبية ، وقماشه الأسود و الترتر بين عينيه، نظر لي في افتتان ( لا بد أن شلولخ نكلاء قد انتقل إليً) و قال بعد تسبيل الترتر : أعرفك بنفسي، انا بوك نكلاء. عرفت منه انه صديقها الصدوق منذ أن اهداه لها عمها يوم اخذت ( الدبلون) و كيف عاصر معها اياما خوى فيها من الإربع و أيام كان فيه بالخمسين جنيه ، كيف اصطحبها عند المدام صاحبة البوتيك وقد وضعت فيه الشهادة و اللبان (عشان التوتر) و خرجت سعيدة بعد أن اصبحت بائعة بماهية و مواعيد و ( رايحة فين يا نكلاء ؟ رايحة الُشغل، جاية منين يا نكلاء؟ جاية من الشٌغل) كانت حكايات البوك مسلية حقا لو أنه توقف قليلا عن التسبيل و استعراض زرايره و ترتره ، و هنا حدث ما ادخل الرعب إلي قلبي ، شعرت بهذا الإهتزاز الرهيب الذي ارتجت له جوانب الشنطة و سمعت الصوت الجهوري يحذر:أكل العسل حلو بس النحل بيقرس، و قبل أن يعترف أن شرب الحشيش مزاجه عالي ، إذا بنور قوي يقتحم الشنطة ، و يد ( نكلاء) ذات الدبلة القشرة تمتد لتخرج ذلك الوحش من الشنطة .

عرفت من البوك أنه ( النوبايل) بتاعها وأنه شبكتها التي مازال خطيبها (عيلاء) بيدفع اقساته، جائني صوت نكلاء عبر الأثير (واضح إن الحشيش أثر عليا) " أ يا عيلاء – ضحكة خليعة مصطنعة- تب ويل موصحف كنتي لسه هتلووبك هي هي هييي " ايه النيزام؟ لا انا خارجة مع البت غيدة النهاردة ، حتكتب بوكرة و لسة ما جابتش الباندانة ، انت خلصتِ امته ؟ رحت أدمت عالشقة بتاعة الإسكان؟ بكام؟!!! ( صفارة من بتاعة الرقابة) قولتلك نسكن عند أمي و انت مارضيتش ، ياعني حنتجوز امته يا عيلاء ياعني و الست امك مش عاجبها اني باشتغل داحنا علي كدة و مش مقضيين، اسمع كلامي و ملاكش دعوة بأختي انا اعرف اوريها شغلها ، انا مش حستنى لما الدبلة تصدي في ايدي، يلا سالم اما تيجي بليل عشان الكارت .

و هكذا اغلقت نكلاء (النوبايل) و القت به في الشنطة ، غفلت عيني قليلا و صحوت علي صوت حاد و يد ماسكاني من وداني ، يد ام نكلاء تصيح بأبنتها لائمة : ايه لازمته الفول مانا محمرة بتيينجاان؟

نكلاء: ما انا كنت حاكله في الشغل بس المدام زعقت
اخرجت نكلاء الفول مني و شرد ذهنها لابد في الأقساط و امها اللي منغصة حياتها و حمانها اللي بتسأل كل يوم ناويين امتى يدخولو ؟ كوًرت قبضتها عليُ و القت بي من نافذة حجرتها ربما علي امل أن تلقي معي بهمومها ، لأجد نفسي ممددا علي الأسفلت و ما لبث أن جائت سيارة مندفعة لأدور بين عجلاتها ، مصطحباني إلي حيث لا أدري و.... للحديث بقية. اختكم كيسة نايلو

الأحد، ٨ يوليو ٢٠٠٧

الأكتئاب و الاحباط هما اللي بيوصلوا للكسل و الطرمخة و لا الكسل و الطرمخة هما اللي بيوصلوا للأحباط؟



جائتني الفكرة في صورة تأمل ، اردت أن اكتب الموضوع ثم و جدت نفسي اقول : لسه حقوم و افتح ال computer واستني لحد ما يعمل start up بعدها ابدأ؟ يااااه ، اكمل نومي احسن ، تذكرت منذ شهر أو اكثرقليلا،في البداية -وهي مدة قصيرة – عندما كنت شديدة التحمس للكتابة حتي كنت في بعض الاحيان احمل معي الكمبيوتر المحمول الي الكلية حتي اكتب و ارسل و اخزن المواضيع في نفس الوقت و لا انتظر حتي العودة الي المنزل ، اكتشفت أن الامر ليس مع الكتابة فقط ، فحماسي لأي شيء سرعان ما يفتر و كأن الهدف هو الوصول الي شيء ما و ليس الاستمرار فيه، فالوصول نجاح قريب المدي لا يحتاج مجهود كبير عكس الاستمرار و هو بالتالي افضل طريقة للرضي عن النفس لمن يمنعهم الملل او الكسل- وهم وجهان لعملة واحدة- من الاستمرار و اكتشفت ايضا إن انا مش لوحدي و أن الحكاية ازمة جيل و الكسل اصبح سمة جيلنا بل و مجتمعنا كله ، سألت نفسي يا تري ايه السبب؟ الكسل و الفتور هما من علامات الاحباط و الاكتئاب فهل السبب حالة الاكتئاب العامة التي اصبحنا فيها ؟ طبعا انا عارفة إن اغلب القراء دلوقتي بدأت اسطوانة ظروفنا الاقتصادية و ظروف البلد تدور في cd player مخهم و مكدبش عليكم انا كمان دارت معايا شوية بس وقفها حاجتين اغرب من بعض ، الاولي مكتبة جدي الله يرحمه و التانية جرنال اخبار اليوم من عام 1962 وقع في ايدي .قبل أن يموت ، اوصي جدي بأن توؤل مكتبته لي لأنه عارف أن ابنته انجبت دودة كتب ، و كأي دودة تحترم نفسها بدأت القراية أول ما ورثتها ، بس لاحظت حاجة غريبة أوي ، ما فيش كتاب أو رواية واحدة لحد دلوقتي نص نص او مش رائعة بالرغم من كبر المكتبة ، قارنت بيني و بين جدي ،جدي كان واخد هوايته جد و باهتمام اما انا ف رمرامة قراية ، يعني ما دام كتاب و معايا فلوسه يبقي حشتريه و يا سلام بقي لو كتاب سينييه ( ماركة يعني) اقصد لمؤلف معروف، ربما لا انظر حتي في العنوان جيدا قبل أن اشتريه و هذا جعلني اعلق مع العديد من الروايات و الكتب السيئة ، الموضوع مرة خرج من ايدي علي الاخر و اشتريت كتاب عن القوة النفسية للأهرام !!!!، حسيت اني جالي تسمم فكري و سمنة ذهنية ، شعور غريب ، بعد أن قرأته ، كأني اكلت سندوتش كبدة من علي عربية ، كنت قلما اتذكر اي شئ عن أي كتاب بعد الانتهاء منه و كنت اظن السبب اني املك ذاكرة ضعيفة ، بس بعد قرايت كتب جدي لقيت اني فاكراها حتي بأسماء ابطالها ، علي الرغم من أن ليس كلها لكتاب مشاهير ، و حتي الآن لا اعرف ما هو المميز في هذة الكتب لأنها تبدو عادية جدا. اكتشفت أن الناس بتوع زمان كان عندهم ذوق اكتر مننا ، ذواقة ، في لبسهم ، في اكلهم و حتي في الكتب و ده لأن قانون الاستسهال اللي بنتبعه كان ما زال جنين لم يولد بعد ، الناس كانت بتاخذ كل حاجة جد و باهتمام حتي هواياتها علي الرغم من أن حياتهم ومشاكلهم هي هي مشاكلنا و ده اللي اثبته لي جرنال اخبار اليوم اللي من سنة 1962 اللي قلتلكم عليه في الاول ، لو تقرا فيه حتلاقي نفس الوعود و المشاكل و يمكن لولا اصفراره و مقالة علي امين اللي منوراه تفتكره من 2007 يبقي الوضوع مش موضوع حال البلد بقة ، يمكن بس الفرق اننا دلوقت اطلعنا علي احوال غيرنا اكتر الناس اللي بتشتغل بجد و بتقبض بجد و عايشة بجد و عرفنا اننا نيلة خالص ، انا عارفة اننا لازم نقهر الموضوع ده و نتغلب عليه عشان نقدر نغير حالنا بس هو الكسل اللي وصلنا لحالنا ده و لا حالنا هو اللي وصلنا للكسل؟ ، بصراحة انا مش عارفة الاجابة و كمان عديت كلمات الموضوع لقيته معدي الربعمية و داخل علي الخمسمية مما يكفيني الحرج قدام كساب و سماع كلمة (ده عبث) سيبي المواضيع القصيرة للناس الكبار و بالتالي فمفيش داعي اتعب مخي اكتر من كدة في محاولة عبثية لتغيير الكون فلا انا خيرة ابناء جيلي ولا اساتذة علم الاجتماع اللي قوروا مخهم في محاولة فهم الامر وصلوا لحاجة ، اروح انام احسن . واضح ان انا مفيش امل فيا عشان اقهر الملل علي الاقل اليومين دول بس زي ما هالينا دايما بيقولو لنا: ملكوش دعوة بيا خليكوا انتم احسن