- ماما ماما ماما هو لابس البتاعة دي ليه؟
ردت علية امي بعد المرة رقم 16 دون توقف لأنها زهقت من زني :
- عشان هو مهندس مدني
و طبعا كرهتها في اليوم اللي شافت فيه ابويا و حبته و اتجوزته عشان تخلف ولد يقرفها في عيشتها زيي و انهال عليها سلسلة أسئلة :
- ما ما ماما ما ما يعني ايه مهندس مدني؟
-ماما ماما ماما هو لابس البتاعة دي ليه
- ماما ماما ماما هو بيعمل بيها ايه ؟
و سأكتفي بهذا القدر من الأسئلة اللي سئلتها لأمي عشان مكرهكوش في اليوم اللي دخلتوا فيه المدونة و حظكم المهبب و قعكوا في موضوع كتباه سارة الدشناوي ، المهم من يومها و انا قررت ابقي مهندس مدني و بحلم باليوم اللي البس فيه الخوذة دي ، دخلت اعدادي و انا عايز اكون مهندس مدني ،دخلت ثانوي و اخذت ماس تو و ما ادراكم ما ماس تو و فضلت عايز اكون مهندس مدني ، دخلت هندسة و انا لسة عايز اكون مهندس مدني و اخيرا بقيت مهندس مدني و شربت اكبر مقلب في حياتي يوم ما اتعينت في الموقع و اكتشفت إن محدش بيلبس الخوذة دي و إني كان مفروض اكون عسكري مطافي ، يعني بقيت مهندس مدني أونطة و حلفت لأشتري الخوذة من أول ماهية و استحملت نظرات العمال كل ما ادخل الوقع ، كانت عيونهم بتقول : سوسن شرفت يا رجالة ، و لسانهم بيقول لي : صباح الخير يا باشمهندس وائل
دخلت الفيلا اللي بشطبها و دماغي بتفكر : يا تري مين اللي ناوي يجيبلي شلل النهاردة ، ما هو ماينفعش يوم يمر من غير ما (يمر) و اخرج عندي شلل رعاش رباعي في المناخير (معرفش ازاي) ، كنت دايما اصل الموقع حوالي الساعة عشرة عشان يكونوا خلصوا الاسطوانة اياها بتاعة (بنفطر يا باشا ، بنشرب الشاي يا باشا ) ، وجدت اسطي رمضان جالسا علي السلمة الاولي للفيلا و يده فوق خده مطلقا نظره عبر الأثير ، انبئتني حاستي السادسة ان الشلل علي ايديه النهاردة بأذن الله
- خير يا اسطي رمضان ، انت قاعد كدة ليه ؟
- ابدا يا باشمهندس ، حبة تفكير كدة
- و يعني هما حبة التفكير دول ما كانش ينفعوا و أنت بتشرب الشاي
نظر لي باشمئزاز من فوق لتحت و اجاب محتقرا لغبائي:
- هو انا حشرب الشاي و لا حفكر؟
اجبته و قد بدأت اشعر بالتنميل يسرح لذراعي و شعرت أن الشلل – علي رأي هنيدي- وسييييق من الفووووز :
- لأ فعلا معاك حق
قررت أن اتركه فما لبث أن ناداني ليقطع عندي اي شك انه الرجل المختار لمهمة الشلل اياها
- باشمهندس
- نعم
- انا مش عايز بقية حسابي !!!!!!!
الجمتني الصدمة ، دي حاجة ولا في الخيال ، حسيت باحساس غريب و كأن هيفاء و هبي و اقفة قدامي بتقول لي : ارجوك اتجوزني و انا اعيش خدامة تحت رجليك
تركت هيفا و عدت الي عالم الواقع ، ابتلعت ريقي و قلت له :
- انت بتقول ايه ؟
- يا بيه مش انا ليه ألفين جنيه ، اهو انا مش عاوزهم بس هاتلي نوبايل
- و انا مالي انا ما تآخذ انت الفلوس و تجيب بيها اللي انت عايزه ؟
- يا بيه اعمل معروف ، هاتهولي و انا اعمل كل اللي انت عايزه و اسلمك شغل الجبس ميه ميه ، مش صاحب الفيلا مفوضك تحاسبنا
- جبتها منين مفوضك دي هي كمان ، ما علينا ، انت يابني مش لسه عمال تقول لي انا مزنوق مزنوق ، ايه العربية اللي كانت قافلة عليك طلعت ؟ مش لسة كنت عايش في دور زينات صدقي و تقولي حبة تفكير و بتاع، ايه اللي جد يعني ، و موبايل ايه اللي انت عايزه
- ما لكش دعوة يا بيه ، هاتهولي بس و خلاص
- حبيت اوفر علي نفسي المناهدة و عديت ( ملاكش دعوة يا بيه) دي كمان و قلت انهي اليوم علي خير و في الصباح استعددت لمشوار لشارع عبد العزيز لأشتري النوبايل للأخ رمضان
كان يوم جمعة ووجدت نصف الشارع قافل ، قعدت امشي لحد ما تهت وسط حواري ما أنزل الله بها من سلطان ، فجأة جائني صوت جهوري حميري من ورائي :
- في عاجة يا باشا ، عاوز عاجة
فسرت عاجة دي علي انها (حاجة ) و اعتمدت علي تأوييلي اللي من غير إسناد و اجبته
- عاوز موبايل n 72
كان شاب مثل الدولاب ، له وجه يشبه اتوبيس 116 لما يخبط اتوبيس 625 و يعوج له الأكسدم ، له شعر كااان اسود و اصبح فيه بتوع خضرة كتيرة ، دعوت الله تكون ما بتمشيش ، سألته عنها بعد ان نفذ صبري فقال
- دي هاي لايتس يا بيه ، المهم طلبك ده صعب حبتين اصل النوبايل ده بالذات ناقص
شعرت انني اشتري قطعة آثار مسروقة ، حاولت اعمل فيها ابن بلد و اكسر الحواجز فقلت له :
- اسم الكريم ايه
مد وجهه للأمام و قال :
- بوبي
- نعم
- بوبي بوبي
- اسمك في شهادة البطاقة بوبي
- لا احمد
- طب قول لي يا سي احمد
نظر لي بازدراء و قال
- مش حرد عليك
- ليه بس
- انا بقالي هنا 15 سنه و الكل بيقول لي يا بوبي تيجي انت و تخليني احمد
- طب قول لي يا بوبي ، متعرفش تخدم اخوك في الحكاية دي
نظر لي نظرة من انهي سجارة البانجو من توه و قال :
- و ايه علاكة اخويا بالموضوع ده
- انا قصدي انا
- بس انت مش اخويا سعادتك
- يا سيدي اعتبرني اخوك
امسك بياقة قميصي و صر
- اخويا ازاااااااي ، هي امي كانت علي علاكة بابوك و لا اييييييييه ، دي حلفت لأبويا انها تابت قبل الجووووواز
- يا سيدي انا قصدي مجازا
- مجازا ميييين ، هي كانت علي علاكة بمجازا كمااااااان
- يا سيدي امك اشرف ست في الدنيا ، انا قصدي اعتبرني في مقام اخوك
- آه قول كدة ، بص انت تترمي هنا جنب الفترينة متتنقلش و انا حالف لفة و انت و حظك
ابتلعت سيل الاهانات و انتظرت بجوارها و طال انتظاري لمدة ساعتين ، عاد بعدهم بوبي و هدومه متقطعة و الشرر يتطاير من عينيه ثم صرخ في وجهي :
- تصدق انا عملت معركة عشانك دلوقت ، و نوبايلي اتكسر ميت حتة
و اذا بشبابيك البيوت من حولنا تفتح و احدة تلو الاخري و تطل منهم سيدات الحتة يقولون :
- مين اللي قطع هدومك يا بووووووووبي ؟
- مين اللي كسر موبايلك يا بوووووبي ؟
- يام بووووبي ، يام بووووووبي ، الحقي ابنك بيتخانق
و ظهرت ال lady ام بوبي كخرتيت مطلق حديثا و قالت :
- مين اللي زعلك يا وااااد
- خشي جوه يامه
- قول لي هوه مين و انا اخلي ليلته زرقا
- يامه اعملي معروف اختفي من وشي يا امه ، متخلنيش ادبحلك الزبون يا امه
ارتعدت فرائصي ( يا نهار اسود ، دا انا الزبون )حاولت الهرب فإذا به يسحبني من قميصي
-رايح فيييييين
و صرخت
- خشي يا ام بوبي ابوس ايدك ، مش رايح في حته يا عم
نظر لي نظرة سوسن جت يا رجالة اياها و قال لي :
- متخافش اوي كدة يا بيه ، انا بس بخوفها ، نوبايلك اهو 3000 جنيه بس
دفعت دون نقاش و عدت من حيث اتيت
في اليوم التالي اعطيت الموبايل لرمضان فإّذا به يستوقفني :
- يا باشمهندس
- نعم
- النوبايل ده لامؤاخذة فيه ميوزك ايديشن
كسرت الموبايل علي دماغ رمضان و حلفت لأرجع اولع في الخوذة و في نفسي و في التليفزيون