الاثنين، ٩ يوليو ٢٠٠٧

يوميات كيس بلاستيك بيئة



ها أنا أخيرا أرى النور، أشعر بالهواء يداعب (حلوة يداعب دي) وداني بعد أن انزاح زميلي بثقله، داعبني (تاني؟) خيالي يمنيني بحياة الحرية و المغامرة. و ها أنا أراها، تذكرتي إلي الحرية ،قادمة تجاهي و الهواء بيهفهف و مطيَر لها الطرحة ، مرتدية الجيبة (الشينز) التي ما أن وقعت عليها عيناها عند الراجل بتاع ( الجِيَب ) حتى التفتت لصديقتها برقتها المعتادة هامسة ( حتى لا يسمعها البائع فيتعبها في الفصال) ( الجيبة دي جامتة!!) ، نظرت لبائع الفول في إزدراء ، رافعة انفها ( فهي ترى نفسها شافعة المنشرين شلولخ) لوحت بالجنيه و قالت : واحد فول وواحد طعمية. سحبني البائع من فوق الرف ووضع الساندويتشات بداخلي و اعطاني لها، و هكذا وجدت نفسي في حقيبة( نكلاء ) تخفيني عن أعين المدام صاحبة( المحيل ) التي طالما نهتها عن الأكل في (المحيل) ، و هناك رأيته ، بقرونه الذهبية ، وقماشه الأسود و الترتر بين عينيه، نظر لي في افتتان ( لا بد أن شلولخ نكلاء قد انتقل إليً) و قال بعد تسبيل الترتر : أعرفك بنفسي، انا بوك نكلاء. عرفت منه انه صديقها الصدوق منذ أن اهداه لها عمها يوم اخذت ( الدبلون) و كيف عاصر معها اياما خوى فيها من الإربع و أيام كان فيه بالخمسين جنيه ، كيف اصطحبها عند المدام صاحبة البوتيك وقد وضعت فيه الشهادة و اللبان (عشان التوتر) و خرجت سعيدة بعد أن اصبحت بائعة بماهية و مواعيد و ( رايحة فين يا نكلاء ؟ رايحة الُشغل، جاية منين يا نكلاء؟ جاية من الشٌغل) كانت حكايات البوك مسلية حقا لو أنه توقف قليلا عن التسبيل و استعراض زرايره و ترتره ، و هنا حدث ما ادخل الرعب إلي قلبي ، شعرت بهذا الإهتزاز الرهيب الذي ارتجت له جوانب الشنطة و سمعت الصوت الجهوري يحذر:أكل العسل حلو بس النحل بيقرس، و قبل أن يعترف أن شرب الحشيش مزاجه عالي ، إذا بنور قوي يقتحم الشنطة ، و يد ( نكلاء) ذات الدبلة القشرة تمتد لتخرج ذلك الوحش من الشنطة .

عرفت من البوك أنه ( النوبايل) بتاعها وأنه شبكتها التي مازال خطيبها (عيلاء) بيدفع اقساته، جائني صوت نكلاء عبر الأثير (واضح إن الحشيش أثر عليا) " أ يا عيلاء – ضحكة خليعة مصطنعة- تب ويل موصحف كنتي لسه هتلووبك هي هي هييي " ايه النيزام؟ لا انا خارجة مع البت غيدة النهاردة ، حتكتب بوكرة و لسة ما جابتش الباندانة ، انت خلصتِ امته ؟ رحت أدمت عالشقة بتاعة الإسكان؟ بكام؟!!! ( صفارة من بتاعة الرقابة) قولتلك نسكن عند أمي و انت مارضيتش ، ياعني حنتجوز امته يا عيلاء ياعني و الست امك مش عاجبها اني باشتغل داحنا علي كدة و مش مقضيين، اسمع كلامي و ملاكش دعوة بأختي انا اعرف اوريها شغلها ، انا مش حستنى لما الدبلة تصدي في ايدي، يلا سالم اما تيجي بليل عشان الكارت .

و هكذا اغلقت نكلاء (النوبايل) و القت به في الشنطة ، غفلت عيني قليلا و صحوت علي صوت حاد و يد ماسكاني من وداني ، يد ام نكلاء تصيح بأبنتها لائمة : ايه لازمته الفول مانا محمرة بتيينجاان؟

نكلاء: ما انا كنت حاكله في الشغل بس المدام زعقت
اخرجت نكلاء الفول مني و شرد ذهنها لابد في الأقساط و امها اللي منغصة حياتها و حمانها اللي بتسأل كل يوم ناويين امتى يدخولو ؟ كوًرت قبضتها عليُ و القت بي من نافذة حجرتها ربما علي امل أن تلقي معي بهمومها ، لأجد نفسي ممددا علي الأسفلت و ما لبث أن جائت سيارة مندفعة لأدور بين عجلاتها ، مصطحباني إلي حيث لا أدري و.... للحديث بقية. اختكم كيسة نايلو

ليست هناك تعليقات: